الشيخ مشرية ل السياسي : كلام وجدي غنيم خطيئة لا تغتفر على وقع تنامي الحراك الشعبي المطالب بإجراء تغيير سياسي، ترتفع أيضاً رهانات بعض الجماعات الحاقدة على استقرار بلادنا على تلك الأحداث، من خلال محاولات أبواقها وقياداتها اختراق المسيرات لتوجيهها نحو الفوضى. وفي تسجيل له على قناته بموقع يوتيوب حمل عنوان تحية إلى شعب الجزائر المسلم الأبي ، هاجم الداعية المصري وجدي غنيم النظام الجزائري والمؤسسة العسكرية، ودعا المتظاهرين إلى الخروج لما سمّاه تطبيق الشريعة الإسلامية . وفور انتشار الفيديو، استنكر الناشطون الجزائريون تصريحات الداعية المصري التي تدعو إلى الفتنة، داعين إياه إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي، وعدم استثمار حراكهم الشعبي من أجل الدعوة إلى الفتنة والتحريض على الفوضى، معبرين عن رفضهم لأي دور اجنبي في الجزائر مهما كانت جنسيته. إلى ذلك، تم تداول رقم هاتف وجدي غنيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب ناشطون بضرورة شنّ هجوم على هذا الداعية الذي وصفه بعضهم ب تاجر الدين ، من أجل لجمه. وعلى عكس المتظاهرين وقوات الأمن الذين أبدوا منذ بداية الحراك الشعبي، انضباطا كبيرا وحرصا على استقرار البلاد، يسعى المتكالبون والحاقدون ومن يدور في فلكهم إلى إفساد المظاهرات واستغلال الشارع سياسياً من أجل تمرير شعارات وبيانات تخدم أجندتهم. بدوره، رد الشيخ يوسف مشرية، الأمين العام الاسبق لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، على تصريحات الداعية المصري مجدي غنيم وغيره من المشايخ المتفاعلين مؤخرا مع الحراك الشعبي في الجزائر. وقال الشيخ مشرية، في تصريح ل السياسي امس: الداعية مجدي غنيم مقيم في تركيا وقدم نصيحة للشعب الجزائري، ونحن بلغة الشرع نقول ان الحكم على الشيئ فرع من تصوره، وبالتالي فإن بعد وجدي غنيم عن الجزائر لا يمكنه من تصور الوضع بشكل دقيق وواقعي، بعيدا عن الدخول في نية الرجل من وراء الفيديو الذي بثه مؤخرا حول الوضع بالجزائر . واضاف الباحث والاكاديمي: عموما لا ينبغي لأي احد حتى ولو كان رجل دين التدخل في الشؤون الداخلية للامم لانها امور حساسة، صحيح ان غنيم يعرف الجزائر بحكم زياراته السابقة اين لقي ترحيبا كبيرا ببلادنا بعدما منعته العديد من الدول، لكنه لا يدرك حقيقة ما يحدث بين ابناء الجزائر . وذهب محدثنا ابعد من ذلك، حينما طالب الدعاة ورجال الدين الاجانب بكف السنتهم عن الجزائر في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها، لان الامر يتعلق بقضية جزائرية محضة لا يدركون تفاصيلها حسبه، وقال في السياق: رجاء من الدعاة والمشايخ في العالم العربي والاسلامي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، وان هم فعلا يحبون الجزائر عليهم بالدعاء لها في ظهر الغيب . وعن الاتهامات التي وجهها الداعية المصري للجيش الجزائري، رد الشيخ مشرية: اتهامه للجيش الجزائري سليل جيش التحرير خطيئة كبرى لا تغتفر وعليه ان يستغفر منها، لان الجيش الجزائري خط احمر ولا يقبل من أي كان المساس بسمعته ومصداقيته . واضاف في ذات السياق: الجزائر ليست ليبيا او مصر والمحتجون في الجزائر متحضرون وليسوا كالبذلات الصفراء في فرنسا، وانا شخصيا تواصلت مع العديد من الاجانب الذين قالوا انهم منبهرون بسلمية المظاهرات الجزائرية . وامام هذا الموقف المحرج، سارع الداعية الإسلامي المصري، وجدي عبد الحميد محمد غنيم، للرد على الجزائريين الذين طلبوا منه عدم التدخل في الشأن الجزائري، وأوضح وجدي غنيم أنه تكلّم مع إخوانه الجزائريين المسلمين فقط، قائلا: إن الله لم يقل إنما الجزائريون أو المصريون إخوة ، وقال: إنما المؤمنون إخوة . وأفاد الداعية الإسلامي أنه لم يتدخل في الشأن الجزائري، إنما قدم نصيحة لأخيه المسلم، لأنه مرّ بهذه المرحلة في مصر، على حد وصفه.