تشهد مصالح مرضى السرطان على مستوى عدة مؤسسات استشفائية عبر التراب الوطني، ظروفا صحية جد مزرية يتخبط فيها هذا القسم الحساس، الذي يحتاج مرضاه نوعا من العناية الخاصة، جراء الانعدام شبه الكلي لعامل النظافة، وتقديم وجبات طعام سيئة مع عدم الأخذ بعين الاعتبار حالة المرضى الذين هم بحاجة إلى وجبات معينة نظرا لحالتهم الصحية الصعبة، ما يجبرهم على تناول وجبات مغايرة لما يتم تقديمه لجميع المرضى. عرف في السنوات الأخيرة عدد من المؤسسات الاستشفائية خاصة على مستوى أقسام علاج مرضى السرطان حالة جد مزرية فيما يتعلق بالظروف الصحية التي يتلقى فيها هؤلاء المرضى العلاج، فزيادة على كونهم مصابين بمرض لا يعرف صاحبه لذة للحياة ولا طعم للنوم باعتباره قاتلا، زادت معاناتهم الظروف المحيطة بهم من غياب للنظافة وعدم التكفل الجيد بحالتهم وتهميش السلطات المعنية لهم، فزيادة على مشكل نقص الأدوية الموجهة لعلاج مرضى السرطان بكل أنواعه على مستوى عدة مؤسسات استشفائية وحتى المراكز المخصصة لهم، إلى جانب حالات الانتظار التي يقع فيها المرضى والتي تمتد من 3 أشهر إلى 6 أشهر فما فوق كل هذا من أجل الحصول على دور للمعاينة وتلقي العلاج والذي يعني إعطاء الفرصة لتطور المرض ووصوله إلى مراحل خطيرة وجد متأخرة يصعب معها التماثل للشفاء، لم يسلم هؤلاء المرضى أيضا من سوء المعاملة وغياب التكفل الجيد بصحتهم التي تحتاج إلى عناية خاصة، إذ أن الغياب شبه التام للنظافة على مستوى هذه المصالح طبع يوميات مرضى السرطان، حيث كشف العديد من المرضى المتواجدين على مستوى هذه المصالح عن غياب عامل النظافة سواء تعلق الأمر بالأرضيات أو اللوازم المستخدمة وحتى الأفرشة التي تقدم لهم، ما حوّل غرف المستشفيات إلى مستنقعات لتجمع البكتيريا، ناهيك عن الوضعية الجد مزرية للمراحيض التي تستقطب كافة الجراثيم القاتلة، والتي لا يتم فيها الفصل بين المراحيض المخصصة للمرضى وللزوار، ما يضطر الجميع إلى استعمال مرحاض واحد. المطابخ والمراحيض وجهان لعملة واحدة من جهة أخرى، ومن بين أكبر المشاكل التي يتخبط فيها مرضى السرطان على مستوى المصالح المتكفلة بالعلاج داخل المستشفيات، تقديم وجبات طعام سيئة ولا تراعي من خلالها حالتهم ووضعيتهم الصحية التي تتطلب طعاما من نوع خاص لا يقدم إلى جميع المرضى، ناهيك عن الوضعية التي تشهدها المطابخ التي يتم فيها إعداد الطعام، حيث تجد كل اللوازم متسخة لا يتم تنظيفها سوى مرة واحدة في اليوم بالإضافة إلى اتساخ الأرضيات، حيث بات لا يتم التفريق بين المرحاض والمطبخ الذي يتم على مستواه إعداد وجبات المرضى، كل هذه العوامل ساهمت في تدهور صحة مرضى السرطان أكثر، كون الظروف المحيطة بهم لا تساعدهم بتاتا على الشفاء، بل تزيد من سوء حالتهم الصحية أكثر نظرا لافتقارهم لأدنى الشروط والإمكانيات. لامبالاة الطاقم شبه الطبي يزيد من سوء حالة المرضى من جهته، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ل السياسي أن قضية غياب التكفل الجيد بمرضى السرطان على مستوى المصالح الاستشفائية الخاصة بعلاج السرطان راجع للازدحام وكثافة المرضى بالإضافة إلى النقص المسجل في عدد الأَسرَّة والوحدات التي تستقبل مرضى السرطان، مضيفا أن عدد المرضى يفوق 40 ألف حالة جديدة كل سنة يقابله انخفاض في عدد المصالح والوحدات الخاصة بعلاج السرطان على مستوى المستشفيات خاصة على مستوى المدن الكبرى ما يؤدي إلى وجود ازدحام يولّد عدم التكفل الجيد بالمرضى. وأضاف خياطي، أن الازدحام المسجل لمرضى السرطان لا يبرر تقديم خدمات دون المستوى، مشيرا إلى أن الازدحام قد يكون سببا من الأسباب، إلا أن سوء التنظيم وقلة خبرة طاقم شبه الطبي يضيف ذات المتحدث من بين عوامل سوء الخدمات، مضيفا أنه في بعض المستشفيات هناك نوع من اللامبالاة تجاه هؤلاء المرضى وهو ما يزيد من سوء حالتهم.