ستدخل المسمكة النموذجية بزموري البحري، شرق بومرداس، مرحلة الاستغلال الفعلي مع انطلاق حملة الصيد البحري شهر ماي القادم، وذلك بعد مرور نحو سنة من إتمام عملية تجهيزها، حسب ما ذكره مدير الصيد البحري وتربية المائيات بالولاية. وأكد قادري الشريف، بأن هذا المرفق البحري الهام سيدخل بخدماته المميزة التي يضعها في متناول الصيادين حيز الاستغلال الفعلي والكلي شهر ماي القادم وهي الفترة التي تعرف حركية كبيرة في هذا القطاع. ويرتقب أن يلعب هذا الهيكل الحيوي المتخصص في البيع بالجملة لمختلف أنواع السمك حسب الأهداف المسطرة له دورا محوريا في تنظيم السوق على المستويين المحلي والجهوي نظرا لضخامة مرافقه ومستوى تجهيزه، أضاف يقول. ووصلت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع النموذجي وطنيا، الذي أنجز وفق المقاييس المعمول بها دوليا من حيث احترام معايير التخزين والتسويق الصحي لمختلف منتجات الصيد البحري، إلى نحو 100 مليون دج ضمن المخطط الخماسي 2005 - 2009 الذي يستهدف إنجاز 12 مسمكة مماثلة عبر الولايات الساحلية و10 أخرى غير ممركزة للبيع بالتجزئة من خلال المخطط الخماسي 2010 - 2014. وتم تزويد وتجهيز هذه المسمكة المشيّدة بداخل ميناء زموري البحري في مساحة 900 م2 وأسند تسييرها إلى مؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري بأحدث تقنيات الاتصال والبيع بالمزاد العلني للمنتجات وتسويق وعرض المنتجات وحجزها. كما تتوفر هذه المسمكة على مساحات لعرض وبيع المنتج جهزت بلوحات إلكترونية للإعلان عن مختلف أنواع الأسماك المتوفرة وعرض أثمانها وعلى أجنحة جهزت بعتاد للتبريد والتخزين وصناعة الثلج. ويرتقب أن تحقق هذه المسمكة أهداف متعددة تتمثل أهمها، حسب مدير القطاع، في تنظيم السوق من حيث العرض والطلب والقضاء على المضاربة في الأسعار وجمع الإحصائيات الدقيقة حول مختلف منتجات الصيد البحري من حيث الإنتاج والتسويق والكميات المخزنة. ومعلوم أن ساحل ولاية بومرداس يمتد على طول يزيد عن 100 كلم ويضم 3 موانئ رئيسية هي زموري البحري بقدرة استيعاب نحو 200 وحدة صيد ودلس بقدرة تزيد عن 170 وحدة صيد وجنات بقدرة زهاء ال100 وحدة إضافة إلى 9 شواطئ رسو ويشغل القطاع أزيد من 4.000 صياد وحرفي. وتجاوزت الكمية الإجمالية من السمك التي أنتجتها سواحل الولاية السنة المنقضية ال5500 طن بارتفاع بنحو 4 بالمائة عن السنة التي قبلها 2016، وأزيد من 90 بالمائة من مجمل الإنتاج المذكور من صنف السمك الأزرق و2 بالمائة من السمك الأبيض و2 بالمائة من صنف القشريات والرخويات.