مدرسة صغار الصم بقسنطينة تحتضن طريقة العلاج بالحيوانات أقدمت نهاية الاسبوع مدرسة صغار الصم بشير بوطبة بمدينة قسنطينة على الخطوات الأولى لاحتضان طريقة علاجية إكلينيكية لم يسبق لكافة مؤسسات التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة ببلادنا استعمالها، وهي العلاج بالحيوانات، وتحديدا بالكلاب الأليفة.. المبادرة التي استقطبت مجموعة من الأخصائيين النفسانيين والمربيين وبعض مسؤولي مراكز ومؤسسات التكفل بالمعاقين والمسنين والطفولة المسعفة، نظمها الطاقم النفسي والبيداغوجي لمدرسة بشير بوطبة بمقرها، لتوضيح أبعاد وأهداف العلاج والأبحاث والدراسات التي رسخته وأثرته بمختلف أنحاء العالم وطرق التعامل مع الكلاب وتربيتها للاستفادة منها من النواحي الصحية العضوية والنفسية والبيداغوجية والاجتماعية، الباحث المتخصص ومدرب الكلاب المحترف محمد المأمون الأمين ديب، فهذا الباحث يملك خبرة 23 عاما في الميدان وخضع لتكوين بمعهد فرنسي توج بديبلوم في الاختصاص ولا يزال يخضع لتكوين متواصل عبر مواقع الانترنيت والدروس والاستشارات التي يتلقاها من أساتذة متخصصين في علم نفس الحيوان والعلاج بالحيوان، والعلوم البيطرية... مما حفزه على إجراء دراسات وأبحاث عديدة... كل هذه العوامل جعلت مدرسة صغار الصم تفتح له ابوابها خلال يوم تحسيسي وإعلامي حول استخدام الكلب كوسيط لعلاج تلاميذها الذين يعانون من العديد من الأعراض المرتبطة باعاقتهم مثل القلق والخوف والانطواء والاكتئاب والميل أحيانا للعنف وكثرة الحركة والاضطراب وضعف التركيز والاستيعاب وخاصة المشاكل العلائقية وعدم التكيف مع الوسط الأسري والمدرسي والاجتماعي، كما قالت الاخصائية النفسانية المشرفة على التجربة وردة بن رحلة للنصر، حيث أوضحت بأن العلاج بالحيوانات معروف منذ القدم، بمختلف أنحاء العالم، ويشهد تطورا مستمرا نظرا للنتائج الايجابية والمبهرة التي يسجلها الباحثون خاصة في مجال التكفل بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين صحيا ونفسيا واجتماعيا... لهذا حاولوا أن يكونوا سباقين لإحتضانه ببلادنا... واختاروا الكلب لأنه كان ولا يزال الصديق الوفي المخلص والمحب ولا يزال الصديق الوفي المخلص والمحب للانسان يرافقه في مختلف نشاطاته اليومية. وبإمكانه أن يزرع بسهولة في نفوس صغار الصم مختلف الأحاسيس الايجابية من أمن وأمان وثقة بالنفس، وهدوء وطمأنينة ويجعلهم أكثر تكيفا وتوازنا وتفتحا وينمي قدراتهم ومعارفهم وخبراتهم. وأضافت بأن الكفل المعاق سمعيا يعاني عادة من صعوبات في الاتصال بباقي أفراد أسرته ومجمعه الذين يتمتعون بالقدرة على السمع. أما الكلب، فبإمكانه يكسر حواجز الصمت والكبت ويجتاز كل جسور الإتصال والتواصل المقطوعة ليتقرب من هذا الطفل ويتقبله كما هو بكل خصائص شخصيته وإعاقته، فيتبادلان المحبة والاحترام، مما ينمي شخصية الصغير وتقديره لذاته وإحساسه بالأهمية والمسؤولية. انطلقوا كخطوة أولى بيوم تحسيس وإعلامي موجه للنفسانيين والمربيين والمسؤولين عن مؤسسات ذوي الإحتياجات الخاصة والمسنين والطفولة المسعفة بقسنطينة، ثم سينظمون في الأيام القليلة القادمة ورشات تكوينية للتلاميذ، تضم كل ورشة 15 طفلا من تنشيط المدرب ديب. ستستمر حوالي ثلاثة أسابيع يعرف خلالها الصغار بقواعد رعاية وتربية الكلاب والتعامل معها وخصائصها النفسية والانفعالية والعضوية، ليصبحوا على أهبة الاستعداد لخوض تجربة الاعتناء بها، والاستفادة منها. وأشارت إلى أن كل حيوان يمكنه أن يعالج مرضا أو إعاقة معينة، لهذا سبق وأن اقترحت على الوزارة الوصية إنشاء مزرعة علاجية لفائدة المعاقين واليتامى ولم تتلق لحد الآن أي رد، وفي انتظار ذلك اقترحت استخدام الكلب الأليف كأفضل وسيط لعلاج وتأهيل وإدماج الطفل الأصم والأبكم في وسطه الأسري والمدرسي والاجتماعي عموما، وكذا تنمية قدراته النفسية العقلية الجسمية والانفعالية. وشرح منشط اللقاء، من جهته بأنه يحمل خبرة 23 عاما في دراسة عالم الكلاب وأسرارها وكيفية استغلالها لمساعدة وعلاج المرضى والمعاقين والمسنين وأنه انتظر طويلا أن تتاح له الفرصة لكي يسلط الضوء على هذه الخبرة وكل الأبحاث والدراسات التي أجراها وقد كانت الانطلاقة في مارس الفارط على يد جمعية "نحلة" لمرضى السكري، حيث تطوع مرتين لشرح فوائد تربية الكلاب في علاج هؤلاء المرضى المزمنين ورفع معنوياتهم وحقق نجاحا لا بأس به .. مما حفزه على تكرار التجربة التطوعية الإنسانية التضامنية مع مدرسة صغار الصم، والتركيز على فوائد تربية الكلاب بالنسبة لهذه الشريحة. وهو يتمنى أن تتاح له فرصا أخرى للوصول الى كافة مراكز ومؤسسات التكفل بالمرضى والمعاقين والمسنين واليتامى بالوطن. وشدد بأنه ليس بحاجة الى مقابل مادي بقدر ما هو بأمس الحاجة إلى زرع ابتسامة أمل ومحبة في عيون هذه الفئات المحرومة والمهمشة والتخفيف من آلامها ومساعدتها. وبخصوص اختياره لكلبة جميلة من نوع "الكانيش" اسمها "لوكي" لتجسيد مشروعه الإنساني التكويني، قال بأنه اختارها لأنها تثير الإعجاب والقبول والارتياح عكس الكلاب الضخمة. إلهام.ط