في ختام زيارته لمؤسسات تابعة لقطاعه،وزير الاتصال،محمد لعقاب،من وهران: انهينا إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة وسنعرضه على رئيس الجمهورية    قالت تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 7 سبتمبر المقبل: حركة البناء الوطني تنظم ندوة خصصت لشرح خطتها الإعلامية    خلال إشرافه على افتتاح ندوة ولائية للأئمة بتمنراست،يوسف بلمهدي: التوجه للبعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية أمرا في غاية الأهمية    نشاط "سيدار" لن يتأثّر بحادث وحدة تحضير المواد والتّلبيد    احتضنته جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل: ملتقى وطني حول دور الرقمنة في مكافحة الفساد والوقاية منه    عطاف يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتّحدة بنيويورك    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار لصالح الأونروا    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    خلق أزيد من 3000 منصب عمل دائم في المرحلة الأولى من العملية: تسليم قرارات تغيير النشاط وتعديل الشكل القانوني لفائدة المستثمرين بقسنطينة    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمّم    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    رقمنة السّكن الاجتماعي.. وإطلاق "عدل 3" قريبا    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    ارتفاع جنوني في أسعار الخضر بعد رمضان    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    36 مؤسسة إعلامية أجنبية ممثّلة في الجزائر    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المجمّع الجزائري للّغة العربية يحيي يوم العلم    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تستقبل 20 ألف طائر مهاجر
نشر في النصر يوم 02 - 06 - 2021


قداين ..منطقة تنوّع تنتظر التصنيف لحمايتها
تُحصي ولاية باتنة عبر إقليمها، حوالي مئة منطقة رطبة تتباين مساحاتها، وتعتبر منطقة قداين أبرزها، بحيث تضم ثروة نباتية وحيوانية متنوعة وتعد محطة للطيور المهاجرة من شمال أوروبا نحو جنوب إفريقيا في رحلة الذهاب والإياب، غير أن هذه المنطقة لا تزال تنتظر التصنيف منذ سنوات، وهو ما تسعى إليه مصالح محافظة الغابات مثلما أكده المحافظ ل»النصر»، من خلال إعداد ملف علمي من طرف مختصين يحسم التصنيف من الجهات المركزية ومن ثم على الصعيد الدولي.
وتتربع منطقة قداين الرطبة، على مساحة تراوح خمسة آلاف هكتار، وعلى عكس عديد المناطق التي تراجعت مساحتها بفعل الجفاف وعديد العوامل في المواسم الأخيرة، ظلت قداين تحتفظ بخصائصها الطبيعية حسب ما أكده محافظ الغابات لولاية باتنة ل «النصر»، ما جعلها قبلة للطيور المهاجرة بين شمال أوروبا وجنوب إفريقيا، وأشار المسؤول إلى إحصاء حوالي 20 ألف طائر من مختلف الأنواع حطت بالمنطقة، من خلال عملية الجرد الشتوية.
ويمتد شط قداين في شكل بحيرات مترامية شمال غرب ولاية باتنة، من المعذر إلى غاية عين ياقوت ولازرو، وتصب مياه البحيرات في وادي الصابون بمنطقة شط تينسليت بولاية أم البواقي، وتسعى مصالح الغابات لحماية هذه المناطق الرطبة من مختلف الأخطار التي يمكن أن تخل بالتوازن البيئي، ما جعل ذات المصالح تعمل على إعداد ملف لتصنيفها.
وأوضح محافظ الغابات، بأن التصنيف ليس غاية وإنما وسيلة تمكن من اعتماد مخطط تسيير ويتصدى لمختلف المخاطر التي يمكن أن تحدث اختلالا في التوازن البيئي، على غرار التفريغ العشوائي، والصيد الجائر، وصب المياه المستعملة ومختلف السوائل الملوثة في فضاء المنطقة الرطبة، والقيام بتحديد إقليمها عن طريق التسييج والتشجير، ونوه المسؤول بأهمية التصنيف وطنيا ودوليا وفق معاهدة رامسار خاصة وأن ولاية باتنة، ورغم أنها تحصي حوالي مئة منطقة رطبة، غير أنها لم تصنف ولا واحدة منها بعد، معتبرا ما تحتويه منطقة قداين من تنوع طبيعي يؤهلها للتصنيف، بعد إيداع الملف العلمي الذي يستند على تقارير الخبراء المختصين.
وفي سياق متصل، كانت محافظة الغابات لولاية باتنة قد بادرت إلى تنظيم يوم دراسي بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة بالتنسيق مع الجامعة قصد دعم ملف تصنيف منطقة قداين، وتضمن أيضا إحياء المناسبة مسابقة هي الأولى من نوعها لأحسن الصور الفوتوغرافية للطيور المهاجرة بالمناطق الرطبة، وهي الصور التي من شأنها حسب محافظ الغابات دعم ملف التصنيف وتوثيق ما تحتويه المناطق الرطبة من تنوع بيولوجي.
ياسين عبوبو
جولة
يوم في جبل ماونة بقالمة
منتجع صديق للبيئة أشجاره تتجاوز القرنين
يعد المنتجع السياحي الطبيعي عين الصفراء الواقع وسط غابات جبل ماونة بقالمة من أهم المواقع الطبيعية التي تجسد حقيقة التوازن الإيكولوجي بالمنطقة، نظرا لثراء غطائه النباتي و مكونات الحياة البرية التي تضم العديد من الحيوانات و الطيور و الزواحف و الحشرات، و كائنات مجهرية أخرى، تعد عصب الحياة بهذا الوسط الطبيعي المتفرد الذي تحول إلى قبلة للسياح و الباحثين و الطلبة، و كل المهتمين بقطاعات البيئة و السياحة و الغابات و الصحة و أنشطة الشباب العلمية و الترفيهية.
النصر قضت يوما في المنتجع الجميل، و نقلت مشاهد من الطبيعة و آراء حماة البيئة حول مستقبل التنوع الإيكولوجي بولاية قالمة، و التحديات التي تواجهه، كالتلوث و الحرائق و تجريف الأراضي، و غيرها من الموائل البيئية الأخرى التي أضرت بالوسط الطبيعي في السنوات الأخيرة.
على طول الطريق الولائي 162 الممتد من مدينة بن جراح إلى منتجع الشباب بمنطقة عين الصفراء، تمتد غابات الفلين و الزان و الصنوبر، و الكثير من النباتات الأخرى مكونة إحدى أجمل المواقع تنوعا و ثراء إيكولوجيا، ظل صامدا سنوات طويلة أمام التغيرات المناخية المتسارعة، و يد الإنسان التي لا تتوقف عن إلحاق الأذى بالطبيعة.
كانت وجهتنا إلى تظاهرة شبانية نظمتها مديريات البيئة و الغابات و الشباب و السياحة و الصيد القاري، لتدريب الشباب على العناية بالوسط الطبيعي و معرفة مكوناته، و إبراز أهمية التنوع البيئي في مجال الصحة النفسية و الجسدية، و مقدرات الولاية في مجال التنوع و السياحة البيئية، التي بدأت تكتسي أهمية كبيرة منذ بداية جائحة كورونا، التي أعادت الإنسان إلى أمه الأرض، الملاذ الآمن كلما اشتد وقع الزمن على سكان الحواضر الكبرى، التي تئن تحت وطأة التلوث بكل أنواعه، تلوث بالنفايات و تلوث صوتي و تلوث غازي بفعل الانبعاثات التي تتوقف.
كان قطيع الأبقار من السلالة المحلية على جوانب طريق منتجع جبل ماونة المنجز قبل 3 سنوات، فهي تعيش هناك منذ عقود طويلة إلى جانب الحيوانات البرية الأخرى، و أصبحت هذه القطعان جزءا من بيئة جبل ماونة، و عنصرا مهما من عناصر التوازن الإيكولوجي، و كلما توغلنا باتجاه عين الصفراء زاد الارتفاع عن سطح البحر، و بدت مدينة قالمة التاريخية في واد سحيق، تطوقها القرى و التجمعات الريفية من كل الجهات، تغطيها طبقة من الانبعاثات و الرطوبة المنبعثة من وادي سيبوس الكبير و محيط السقي الذي بدأ في الاشتغال بحقول الطماطم الصناعية و الخضر و الفواكه الموسمية.
و بالرغم من قلة المصانع الملوثة بمدينة قالمة، إلا أنها لم تعد في مأمن من خطر التلوث بسبب انبعاث عوادم السيارات و الحرق المستمر للنفايات المنزلية بالمفارغ العشوائية المنتشرة بالأحياء السكنية الشعبية ذات الكثافة العالية.
و يتجاوز عمر بعض أشجار الفلين و الزان و الصنوبر الثمري بمنتجع ماونة نحو 200 عام حسب عميدة حراس الغابات بقالمة شامة بشايرية، و تشكل هذه الأشجار العملاقة عصب التنوع البيئي بجبل ماونة، و يكاد البعض منها أن يتحول إلى معالم أثرية طبيعية و قبلة للسياح و الباحثين بقطاعات البيئة و الحياة البرية بالمنطقة.
و يفرض حراس الغابات و حماة البيئة بقالمة حراسة مشددة على أشجار الزان و الفلين و الصنوبر الثمري من خلال الدوريات المستمرة، و تهيئة المسالك الغابية، و توفير منابع المياه لاستعمالها في حال نشوب حريق بالغابة الشهيرة والمنتجع الجميل، الواقع على ارتفاع يتجاوز 1000 متر فوق سطح البحر.
أشجار أرز تحت قمة لالة ماونة
القليل فقط من سكان مدينة قالمة يعرفون بأن غابة ماونة تحتوي على أنواع نادرة من الكائنات النباتية، بينها أشجار أرز جميلة على جانب الطريق المؤدي إلى قمة لالة ماونة التي تعد أعلى قمة بولاية قالمة و هي ترتفع بنحو 1411 مترا عن سطح البحر، و منها يمكنك رؤية كل مدن و قرى قالمة تقريبا، و تشاهد شواطئ بونة الجميلة موطن البحر و السهل و الجبل.
تقول شامة بشايرية بأن أشجار أرز نادرة قد نمت تحت سفح قمة لالة ماونة و هذا كل ما تتوفر عليه الولاية من هذا النوع النادر، و لذا فإن الاهتمام بجميلات الأرز يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى شامة و كل محبي البيئة.
و مازال الآلاف من السياح يزورون القمة الشاهقة على مدار العام للتمتع بالمناظر البانورامية على مد البصر، و مشاهدة أبراج الاتصالات العملاقة، و زيارة موقع لالة ماونة، ملهم الفنانة الألمانية الراحلة بيتينا هاينن عياش، التي رسمت للعالم أجمل لوحاتها التي تنقل مشاهد جميلة لشجرة الزان و الفلين و الأرز و الصنوبر، و قطعان البقر و القمة الشاهقة التي تطل على مدينة قالمة، حيث عاشت الفنانة سنوات طويلة قبل أن تغادر إلى عالم الأبدية بلا رجعة.
الغابة اقتصاد و موطن للتنوع الإيكولوجي
قرب منتجع عين الصفراء تتكدس أكوام الفلين المعد للتحويل و ربما التصدير إلى الخارج، و بجانب هذا المحصول الغابي الثمين تنتشر خلايا النحل المنتجة لأجود أنواع العسل بغابة ماونة حيث الغذاء الطبيعي الجيد لأسراب النحل التي تعيش هناك منذ عقود طويلة.
غابة ماونة ليست منتجعات و استجمام و سياحة فقط، بل هي أيضا اقتصاد اخضر مستدام، منها ينتج الفلين و الخشب، و فيها تعيش أسراب النحل و قطعان البقر، و مختلف أنواع الكائنات البرية المفيدة للتوازن البيئي، و تعمل محافظة الغابات بقالمة على تثمين الموارد الغابية و تحويلها إلى ثروة داعمة للاقتصاد الوطني، من خلال استثمارات واعدة، و خطط للحماية و توسيع رقعة الغابات الاقتصادية بغرس المزيد من الأنواع المنتجة للثمار و الخشب و الفلين ذي القيمة الاقتصادية الكبيرة.
و يجمع منتجع عين الصفراء بين السياحة و الثراء البيئي و الاقتصاد و الترفيه و التربية و البحث العلمي، و لا تتوقف به النشاطات البيئية على مدار السنة تقريبا، و تسعى محافظة الغابات بقالمة إلى بناء المزيد من المنتجعات الغابية، و توسيع المحميات الطبيعية و حماية الثروة الحيوانية النادرة، و أصناف النباتات و الأشجار المهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية و الحرائق و القطع و التجريف الجائر.
نشاطات مستمرة لدعم قطاع البيئة و التعريف بأهمية التنوع الإيكولوجي
لا تتوقف النشاطات الداعمة للبيئة و الثراء الإيكولوجي بمنتجع ماونة بقالمة، هنا تلتقي قطاعات البيئة و السياحة و الشباب و الغابات و الزراعة و الموارد المائية و التربية، لعقد اللقاءات و أيام التوعية و التحسيس بأهمية الوسط الطبيعي في مجال الاقتصاد و الصحة الجسدية و النفسية و تقويم السلوك التربوي، و توطيد العلاقة بين الإنسان و الطبيعة.
و قد حضرنا نشاطا مكثفا بالمنتج شاركت فيه عدة قطاعات و جمعيات صديقة للبيئة، قدمت مختصرات حول أهمية التوازن الإيكولوجي و المخاطر المحدقة به، و شارك تلاميذ المدارس بمسابقات لرسم منظر طبيعي، و تقديم مسرحيات تتحدث عن الأرض و الحياة البرية، و تدعو إلى مزيد من اليقظة لحماية الكوكب الأزرق المهدد بمخاطر التغيرات المناخية، التي تسبب فيها الإنسان على مدى عقود طويلة من الزمن.
و غرس زوار منتجع ماونة شجرة جودي الأسطورية الجميلة ذات الأوراق و الأزهار الوردية، و هي شجرة ملائمة لمناخ غابات ماونة المتميز بالبرودة و الرطوبة و كثرة التساقط في فصل الشتاء.
و تقول الأسطورة أن أحد الرهبان أو الملوك القدامى قد انتحر شنقا بهذه الشجرة الجميلة التي كانت تزين حديقة القصر أو الدير، لكن الشجرة الجميلة ظلت رمزا للحب و الأمل و الجمال.
و تنمو شجرة جودي التي ستزين منتجع ماونة بعد سنوات قليلة، في الصين و دول حوض المتوسط، و تعد من المكونات الرئيسية للحدائق العامة و المنازل بعدة مناطق من العالم بعد أن صار هذا الكائن النباتي الجميل سفيرا للحب و السلام و الجمال.
فريد.غ
حوار
مديرة مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني بباتنة ل «النصر»
سنقوم باستغلال البيوغاز من النفايات
كشفت مديرة مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات بولاية باتنة ل «النصر»، عن إبرام اتفاقية مؤخرا مع جامعة الحاج لخضر –باتنة 01- لاستخراج واستغلال البيو غاز من مركز مفرغة النفايات بالأبيار، قصد استغلاله في مرحلة أولى لتشغيل آليات المركز، وأوضحت المديرة شامية مرابطي، بأن طاقة وإمكانيات المؤسسة لا تتجاوز فرز ما نسبته 25 بالمائة من النفايات التي تصل ألفي طن يوميا عبر 03 مراكز ردم و06 مفرغات، وكشفت عن جلب عصارة للنفايات بقيمة 25 مليارا تنتظر التشغيل.
بداية ما حدود إمكانيات المؤسسة في تغطية معالجة النفايات عبر ولاية باتنة؟
بالنسبة لمؤسسة مراكز الردم التقني لولاية باتنة فإنها تشرف على تسيير 03 مراكز للردم التقني متواجدة عبر التجمعات السكانية الكبرى وهي مركز الأبيار بعاصمة الولاية باتنة، وبريكة، وعين التوتة، بالإضافة لتسيير 06 مفرغات عمومية مراقبة موزعة عبر بلديات مروانة، رأس العيون، نقاوس، تيمقاد، المعذر، وأريس، وتسير المؤسسة أيضا مركز للنفايات الهامدة ويصل معدل كمية النفايات عبر كافة المراكز والمفرغات يوميا حوالي ألفي طن يتم ردم وحرق أزيد من 75 بالمائة، منها في حين النسبة المتبقية تخضع للفرز الانتقائي مع المتعاملين الخواص لاسترجاع ورسكلة النفايات.
ماذا عن المفرغات العشوائية التي تشوه مناظر عديد البلديات؟
صحيح رغم الإمكانيات والمجهودات المبذولة، إلا أن ظاهرة المفرغات العشوائية للنفايات لاتزال تشوه المناظر بعدة مناطق، والمؤسسة بإمكانياتها الحالية، لا تغطي كافة بلديات الولاية المقدر ب 61 بلدية، لكننا نطمح بالتنسيق مع السلطات العمومية إلى توسعة تغطية البلديات خاصة وأن والي الولاية أعطى في اخر اجتماع للمجلس الولائي تعليمات من أجل تخصيص رؤساء الدوائر لأوعية عقارية تكون ملائمة ومدروسة، لتخصيصها كأرضيات لمفرغات مراقبة، وأشير هنا إلى أن المفرغات المراقبة التي تخضع لتسيير مؤسسة مراكز الردم التقني، تتوفر على أفرشة أرضية عازلة تمنع عصارة النفايات من أن تصل إلى الطبقة الجوفية بالإضافة إلى جسر قياس الأوزان لشاحنات رفع النفايات.
لماذا حجم تثمين النفايات ضئيل لا يتجاوز 25 بالمائة؟
معالجة النفايات يتم وفق الإمكانيات المتاحة والمتوفرة وفي إطار اتفاقيات أبرمتها مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني لولاية باتنة مع متعاملين يتم بموجبها معالجة 165 طنا يوميا من النفايات على مستوى مركز الردم بالأبيار لوحده الذي يستقبل 500 طن من النفايات وتذهب الكمية غير المعالجة مباشرة إلى الردم بالنسبة للنفايات المنزلية وبعض النفايات الصناعية فيما النفايات الاستشفائية يتم حرقها بالتجهيزات المختصة في ذلك، وأشير إلى أن المؤسسة أبرمت أزيد من 10 اتفاقيات مع متعاملين لاسترجاع المواد الأولية القابلة للتدوير على غرار البلاستيك والألمنيوم، والحديد والعجلات المطاطية بالإضافة لاتفاقيات مع مؤسسات كالمستشفيات لجمع وحرق النفايات الاستشفائية والصناعية، ونطمح مستقبلا إلى رفع نسبة المعالجة في سنة 2022 من خلال تولي المؤسسة عملية الاسترجاع بعد انقضاء آجال اتفاقيات مع بعض المتعاملين الخواص.
هل تقتصر عملية الاسترجاع والفرز على البلاستيك و المعادن؟
كما أشرت من قبل فإن عملية المعالجة التي تتضمن استرجاع المواد الأولية القابلة للتدوير تشمل بصفة خاصة البلاستيك والحديد والألمنيوم والعجلات المطاطية في إطار الإمكانيات المتاحة والاتفاقيات المبرمة، غير أن مجال الاسترجاع والرسكلة يبقى واسعا ويمثل كنزا حقيقيا للاستثمار، وفي الأفق اقتراحات لتوسيع مجال الاسترجاع منها رغبة أحد المستثمرين المختصين في صناعة الأسمدة للاستفادة من المواد العضوية القابلة للتحول إلى سماد تستعد مؤسسة مراكز الردم، لتجسيدها في إطار تثمين النفايات من جهة وتعزيز مداخيل المؤسسة من جهة أخرى وأشير في ذات السياق إلى إبرامنا اتفاقية مؤخرا مع جامعة الحاج لخضر باتنة 01 لاستغلال البيوغاز.
حدثينا عن جدوى اتفاقية استغلال البيوغاز من النفايات؟
الاتفاقية المبرمة بين مؤسسة مراكز تسيير مراكز الردم التقني بباتنة وجامعة الحاج لخضر ذات أهمية كبيرة تدخل أيضا في إطار تثمين النفايات وتوفير مورد طاقوي هو البيو غاز المشبع بالميثان ذي نوعية جيدة، والاتفاقية حاليا محل دراسة تقنية لتقييم قيمة المشروع الأولي الذي يشمل توصيل الغاز من مفرغة النفايات بالأبيار خاصة وأنها تعرف تشبعا نحو آليات المركز لتشغيلها بالبيو غاز وقد نجحت تجربة استخراجه واستغلاله على أن يستغل قريبا، ويهدف المشروع في مرحلة أولى استغلال البيوغاز على مستوى مركز الردم التقني بالأبيار.
ما سبب تكرر انبعاث روائح النفايات من مركز الأبيار التي باتت ظاهرة تؤرق سكان التجمعات المجاورة؟
صحيح انبعاث الروائح من مفرغة الأبيار بات ظاهرة متفاقمة في الآونة الأخيرة وكما هي تؤرق سكان المناطق المجاورة للمفرغة فهي أيضا هاجس تعمل المؤسسة على التخفيف من حدته بتقنيات الرش، ويرجع سبب انبعاث روائح النفايات إلى تشبع الخندق المستغل منذ سنة 2006 وقد خضع لتسيير المؤسسة بعد تحويله من البلدية سنة 2009، وقد بلغ درجة التشبع في 2016 وننتظر إنجاز خندق اخر وافقت وزارة البيئة على رصد الغلاف المالي له للقضاء نهائيا على معضلة انتشار الروائح من مفرغة الأبيار.
ماذا عن النشاطات التحسيسية للمؤسسة تزامنا وإحياء اليوم العالمي للبيئة؟
مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني تضطلع بمهام رئيسية هي جمع ونقل وفرز النفايات وأشير إلى الاستفادة من عصارة للنفايات بقيمة 25 مليارا تنتظر فريق خبراء ألمان لتشغيلها بعد أن تأخر ذلك بسبب جائحة كورونا من شأنها المساهمة في الفرز واستغلال مياه تخمر النفايات في مجال الأسمدة، وإلى جانب تلك الوظائف نقوم أيضا بعمليات التحسيس للحفاظ على البيئة منها تجند وتطوع عمال بالمؤسسة للقيام بحملات نظافة شملت مؤخرا بلدية عين ياقوت باعتبارها مدخل الولاية، وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للبيئة سنقوم بمبادرة مع الإقامات الجامعية لاسترجاع وفرز مادة البلاستيك، من خلال توفير المؤسسة لحاويات فرز وستخصص مداخيل عائدات البلاستيك لدار المسنين في حين تخصص مداخيل جمع أقفال القارورات البلاستيكية للأطفال مرضى القمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.