أكد وزير الاتصال، محمد لعقاب، أن السيادة الرقمية تتصدّر أجندة الدولة وأن تحقيقها يستدعي تكاثف جهود الجميع، داعيا إلى صنع الوسيلة الرقمية ولكن أيضا صناعة المحتوى. وقال محمد لعقاب في كلمة له، أمس، خلال تدخله في فعاليات الملتقى الدولي المنظم من طرف كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 حول موضوع «السيادة الرقمية للدولة.. سياسات وتجارب مقارنة» أن السيادة الرقمية أصبحت تتصدّر أجندة الدولة الجزائرية وهذا شيء إيجابي ومشرف». ولفت إلى أن تحقيق السيادة الرقمية ليست بالأمر السهل بل هي عملية شاقة ومتعبة و مكلفة و تستدعي تكاثف جهود الجميع وتتطلب توفير العديد من العناصر والتي ليس من السهل توفيرها، وأنه من الواجب توفير الوسائل التي تمكننا من تحقيق السيادة الرقمية. وتساءل وزير الاتصال في هذا الشأن عن الوسائل التي من شأنها تحقيق السيادة الرقمية على غرار الانترنيت والألياف البصرية والبث التلفزي، ليؤكد مرة أخرى على أن السيادة الرقمية قضية شاقة ومكلفة تتطلب تكاثف جهود الجميع خاصة في الجانب المعرفي والفكري، وهو الأهم. وشدد في هذا السياق على ضرورة المبادرة والاجتهاد للوصول إلى تصنيع الوسيلة الرقمية، ولكن أيضا صناعة المحتوى لأنه مهما كانت لدينا الوسيلة فإن المحتوى هو الأخطر إذا كنا غير قادرين على صنعه، لافتا إلى ضرورة تركيز الجهود معرفيا وإعلاميا وسياسيا اتجاه المواطنين، وخوض معركة حصانة المواطن من مخاطر المعلومات المغلوطة عبر الفضاء الأزرق التي ليست من إنتاجنا. من جهته أكد عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 سليمان أعراج أن مفهوم السيادة الرقمية أضحى يشكل جزءا مهما من النقاش العام خلال السنوات الأخيرة خصوصا عقب جائحة كورونا، مضيفا بأن رهانات السيادة الرقمية ليست تقنية فقط، بل أصبحت ذات أبعاد أمنية ودفاعية وانعكاساتها اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية أيضا. كما أوضح المتحدث بأن موضوع السيادة الرقمية يجب النظر إليه على أنه مشروع مجتمعي، مشيرا أنه قد أصبحنا نتحدث اليوم عن الحصار المعلوماتي الذي تفرضه الشركات المتحكمة في قواعد البيانات الضخمة، وما تعرفه القضية الفلسطينية اليوم أحسن مثال على ذلك. ودعا المتحدث إلى ضرورة مرافقة سياسة التحول الرقمي في كل القطاعات بترسانة من القوانين توفر لها الحماية اللازمة للمعطيات وتضبط حدود مفهوم الأمن الرقمي للدولة. وقد شهد الملتقى الدولي هذا مداخلات لخبراء في مجال الرقمنة والأمن السيبراني، بحضور ممثلي هيئات رسمية ومؤسسات أمنية وطنية وأساتذة جامعيين وطلبة.
