التلميذة ملاك بوشلوخ تحصلت على "السانكيام" من على فراش المرض العزيمة والثقة بالنفس أهم ما تراه في عيني التلميذة ملاك بوشلوخ(11سنة)التي تحدت مرضها و أصرّت على اجتياز امتحان السانكيام و هي المرقدة بمستشفى الخروب أين خضعت مؤخرا لعملية جراحية لاستئصال الطحال، فما كان أمام الطاقم المعالج لها سوى النزول عند رغبتها و تحقيق أمنيتها بالمشاركة في الدورة العادية لرفضها انتظار الدورة الاستدراكية، فكان لملاك الشجاعة ما أرادت، حيث اجتازت الامتحان و نجحت بتقدير و معدل 7.70 الذي قالت بأنه ليس في مستوى تطلاعتها لتعودها على افتكاك المراتب الأولى. ملاك النجيبة مصابة بداء الدم "تالاسو - دريبانوسيتوز" الذي لم تتركه يغيّر حماسها وحبها للحياة أو يفقدها روح المنافسة و التحدي في الدراسة، فكانت متفوقة دائما في دراستها و لا تنزل معدلاتها الفصلية عن معدل 8في أسوأ الظروف، حيث تحصلت في الثلاثي الثاني على امتياز، لكن تدهور حالتها الصحية استعجل قرار ادخالها غرفة العمليات و استئصال الطحال بعد تضخمه، مما حال دون تمكن الصغيرة الطموحة من مراجعة دروسها بشكل منتظم، كما لم تحضر الكثير من الدروس في الثلاثي الأخير، غير أن قوة عزيمتها منحتها الطاقة لتدارك ما فاتها من الدروس و الاستعداد قدر المستطاع لامتحان السانكيام الذي تمنت تحقيق أعلى المعدلات فيه، و عملت على ذلك منذ بداية السنة الدراسية لكن المرض لم ينتظر و تضاعفت أعراضه بشكل بات يهدّد حياتها، فكان قرار إخضاعها لعملية جراحية تعتبر الثانية بعد عملية استئصال المرارة التي خضعت لها السنة الماضية. فالخوف و الضعف كلمتان لا وجود لهما في قاموس حياة ملاك المفعمة بالتحدي و كأن مرضها مجرّد وجع كغيره من الأوجاع، تتواصل حياتها بوتيرة عادية كلما خف عنها، مثلما قالت الصغيرة التي بدت جد فرحة بنجاحها، معربة عن أملها في مواصلة دراستها بتفوّق أكبر حتى يتسنى لها تحقيق أمنيتها و امتهان الطب في المستقبل، مؤكدة بأنها ترغب في أن تتخصص في جراحة الأعصاب لتخفف من معاناة المرضى مهما كان سنهم. و عن تجربتها مع المرض قالت ملاك بأنها تحاول دائما نسيان آلامها و التركيز على كل ما هو جميل و التفكير في غد مليء بالأمل، مضيفة بأنها رسالة لا تكف عن نشرها بين المرضى و حثهم على التمسك بالأمل في الشفاء، و كلما دخلت المستشفى تزور باقي المريضات و تخفف عنهم و غرس الأمل و التفاؤل في أنفسهم اليائسة. و أسرت الصغيرة كيف أنها وجدت صعوبة هذا العام في مزاولة دراستها، كما وجدت الامتحان المصيري جد صعب في مادة الرياضيات بسبب عدم تمكنها من فهم و مراجعة الدروس مع معلمتها لتكرّر غياباتها بسبب المرض. و استرسلت ملاك مصرة على استغلال زيارتنا لها لشكر كل من قدموا لها الدعم و ساندوها في مرضها من معلمين و أطباء و أصدقاء و جيران و خصت بالذكر معلمتها نزيهة و صديقتيها متيب و أماني اللتين لم تبخلا عليها في إحضار الدروس التي فاتتها، بالإضافة إلى إلهام و باتول و حياة... وغيرهن ممن نجحن في رفع معنوياتها بمساعداتهن المستمرة لها. و قالت ملاك بنبرة تعكس شجاعة مثيرة للإعجاب، بأنها لا تخشى المرض لأنها تدرك جيّدا بأن الله، و هو ما يمنحها القوة لممارسة حياتها بصورة طبيعية، كما تحدثت عن دعم والدتها لها الذي أكدت بأنه مصدر قوتها و تحملها. و اختتمت ملاك حديثها معنا بتوجيه رسالة للأطفال المرضى بقولها "عيشوا بالأمل حتى تتغلبوا على المرض".