أبدى مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية اهتماما ملفتا بعملية التلقيح ضد فيروس كورونا بعد تسجيل أنفسهم على المنصة التي وضعتها وزارة الصحة لهذا الغرض، حسب ما كشف عنه منسق خلية الرقم الاخضر 30/30 بمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر العاصمة، الدكتور محمد بورنان. وأكد ذات المسؤول في تصريح لوأج، أن الاهتمام باللقاح وأمل الحصول على موعد في "أقرب وقت" شمل بين 60 و 70 بالمائة من انشغالات اهتمامات المواطنين الذين اتصلوا بالرقم الأخضر 30/30 الذي أطلقته وزارة الصحة بالتنسيق مع اتصالات الجزائر مع بداية ظهور وباء كورونا. وقد انتقلت اهتمامات المواطنين من الاستفسار عن أعراض الفيروس وطرق نقل العدوى وكيفية تشخيصه خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2020 إلى الاستفسار عن نوعية اللقاح ومصدره ثم البحث عن حصول عن موعد للاستفادة منه في "أقرب الآجال" خلال الاشهر الأخيرة، بعد استقرار نسبي للوضعية الوبائية في البلاد. وعرف الرقم الأخضر لمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر الذي كانت تشرف عليه 8 فرق طبية تتكون من 60 طبيبا تشتغل بالتناوب 24سا/24 سا "اقبالا كبيرا عند إطلاقه" مما يفسر -حسب الدكتور بورنان- "القلق والتخوف اللذين كانا ينتابان عددا من المواطنين جراء هذا الفيروس". إقرأ أيضا: كوفيد-19/لقاح: تسجيل قرابة 16 ألف مواطن عبر الأرضية الرقمية وقد تم موازاة مع إطلاق هذا الرقم، وضع سجل يتضمن كل انشغالات المواطنين ومتابعة محتوى اتصالاتهم وكل المعلومات التي لها علاقة بالعملية، حيث أكد الدكتور بورنان - الذي يشغل كذلك منصب مفتش بذات المديرية - أن تنظيم وتسيير الرقم الأخضر عملية سارت "على أحسن ما يرام بفضل تجنيد والتزام الفريق الطبي الذي كان يرد على استفسارات المواطنين ويتكفل إلى جانب ذلك بتحويل البعض منهم الذين كانوا يعانون من أعراض الى المستشفيات". وبعد عدة أشهر وانتشار رقعة الفيروس مع ظهور الموجة الثانية وتغيير الوضعية الوبائية، توجه اهتمام المواطنين المتصلين بالرقم الاخضر -حسب ذات المسؤول -من الاستفسار عن أعراض الفيروس إلى وسائل الكشف عنه عن طريق تقنية (بي.سي.أر) والمصورة الطبية. وقد كان الفريق الطبي المشرف على تسيير هذه العملية في مستوى توجيه المواطنين الذين أبدوا استحسانا لهذه الوسيلة. واعتبرت هذه الفترة حرجة بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يبحثون عن إجراء هذه التحاليل بالمستشفيات في أقرب وقت خاصة وأن بعضهم كان يعاني من نوع من الإحباط النفسي مما استدعى -كما أضاف السيد بورنان- " تعزيز الفرق الطبية بمختصين في علم النفس بعد دعم الرقم الاخضر بمكتب عملياتي مزود بالوسائل اللوجيستية اللازمة وهذا في سبتمبر 2020". وقد ساعد هذا المكتب العملياتي بالتنسيق مع خلية الرقم الأخضر على حل عدة مسائل والرد عن انشغالات المواطنين من بينها التخفيف على المؤسسات الاستشفائية الكبرى التي تكفلت بفيروس كورونا سيما عندما بلغت الوضعية الوبائية ذروتها وارتفاع عدد شغل الاسرة إلى 22 الف سرير عبر القطر. وقد استقبلت الخلية، حسب الدكتورة مليكة بن سبع، و هي من بين المشرفين على هذه الخلية، في البداية أزيد من 300 ألف مكالمة هاتفية شهريا من كل مناطق الوطن أي ما يعادل ألف مكالمة يوميا. وبعد تحسن الوضعية التي عرفت استقرارا خلال الأشهر الأخيرة، تم التخفيض من عدد الأطباء الذين يشرفون على خلية الرقم الأخضر وجعلها تعمل من الثامنة صباحا إلى السادسة بعد الظهر بدلا من 24 سا/24 سا عند ظهور الوباء مما جعلها تستقبل بين 700 و 800 مكالمة يوميا من بينها "200 مكالمة فقط تدل على الاهتمامات الحقيقية للمواطنين بالوضعية". إقرأ أيضا: التلقيح ضد كوفيد-19: استلام مئات الآلاف من الجرعات خلال مارس الجاري وعبر الدكتور فوزي بويوسف، عضو بالخلية من جهته عن ارتياحه خلال الفترة الأخيرة لكسب الموطنين للمعلومات الكافية حول فيروس كورونا إلى جانب تغيير الذهنيات حيال الوضعية الوبائية. كما ساهم الرقم الأخضر -حسب المشرفين عليه-إلى جانب تقديم وتوجيه المواطنين حول الفيروس في ظهور نوع جديد من المعاينات الطبية لدى بعض الأطباء من القطاعين العمومي والخاص لم يألفه المجتمع من قبل وذلك بعد تعذر على المرضى الانتقال إلى العيادات والمستشفيات. وتمثل هذه العملية في الفحوصات عن بعد مما جعل السلك الطبي -كما اضفوا- "يكسب تجربة واسعة في تسيير الجائحة مع توسيع التكوين والإعلام الصحي". وقد تأقلم الفريق الطبي المشرف على تسيير الخلية والاستجابة لطلبات المواطنين حسب المرحلة بالرغم من تسجيل بعض "المضايقات" عبر المكالمات الهاتفية. وقد بلغ عدد المواطنين الذين سجلوا أنفسهم عبر المنصة الرقمية لتنظيم وتسيير حملة التلقيح ضد فيروس كورونا عبر الوطن إلى غاية 31 مارس 2021 قرابة 32 ألف (31977) مسجل، حسب وزارة الصحة التي أشارت الى أنه استفاد من عملية التلقيح ضمن هذا العدد حتى الآن نسبة 57.5 بالمائة مواطن بعد أن تم استدعائهم في إطار هذه المنصة.