أقامت مؤسسة فنون وثقافة، يوم الأربعاء، بمختلف فضاءاتها بولاية الجزائر، محاضرات ومعارض للكتاب وإلقاءات شعرية تخليدا لذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960. وعرف في هذا الإطار مركز النشاطات الثقافية عبان رمضان إقامة محاضرة للأكاديمي والباحث في التاريخ من جامعة خميس مليانة تونسي عبد الرحمان، وكذا إلقاءات شعرية ممجدة للجزائر والثورة التحريرية حضرها العديد من الزوار بينهم طلبة مدارس. واعتبر تونسي في مداخلته أن مظاهرات 11 ديسمبر كانت "مفتاح استقلال الجزائر" حيث أنها "عملت على الضغط على ديغول الذي رضخ للمفاوضات التي جرت فيما بعد بإيفيان .." كما "شهدت ولأول مرة رفع العلم الوطني في العلن وأمام المتظاهرين الذين كثير منهم شاهدوه لأول مرة ..". وأبرز الباحث في حديثه الدور الذي لعبه الشباب والمرأة في هذه الانتفاضة وكذا أحياء شعبية بالعاصمة شهدت مواجهات ساخنة بين الجزائريين والمستوطنين والجيش الفرنسي كبلكور (محمد بلوزداد حاليا) والمدنية وباب الواد بالإضافة لمدن أخرى كوهران وعين تيموشنت والبليدة والشلف. وبفضاء النشاطات الثقافية آغا نشط إبراهيم بهلول، الفنان خريج مدرسة الفنون بالمجر والمسؤول السابق بعدة مؤسسات ثقافية، محاضرة عاد فيها لذكرياته ومعايشته لتلك الأحداث بحي بلكور الذي اعتبر أنه كان "المركز الأساسي لتلك الأحداث بالعاصمة". إقرأ أيضا: برنامج ثقافي ثري احتفالا بالذكرى ال 59 لاسترجاع الاستقلال وشارك أيضا في تنشيط هذا اللقاء كل من الممثل المسرحي والتلفزيوني عبد الحميد رابية والفنان والصحفي فؤاد بن طالب اللذين "سردا ما عايشاه في تلك الأحداث بحي بلكور .."، وهذا بحضور العديد من الزوار. وعرف أيضا هذا الفضاء إقامة معرض صغير للكتاب حول تاريخ الجزائر والثورة التحريرية وأحداث 11 ديسمبر سيستمر إلى غاية 16 ديسمبر الجاري، كما تم عرض صور ومقالات حول الفتاة صليحة وتيكي، إبنة الحي، وأول شهيدة لهذه المظاهرات. وعرف من جهته فضاء بشير منتوري إقامة معرض للكتاب التاريخي سيستمر أيضا إلى غاية 16 ديسمبر الجاري وهذا بمشاركة عدة ناشرين على غرار دار "الإبريز" التي حضرت بعدة مؤلفات ك "صيف كولونيالي بقسنطينة" لعبد القادر جميل راشي و"الوثيقة زاد" للفرنسي المناهض للاستعمار برنار ديشامب وكذا دار "أطفالنا" التي عرضت سلسلة للصغار حول أبطال الثورة التحريرية.