تم اليوم الثلاثاء بسينماتيك الجزائر العاصمة عرض الفيلم التاريخي "لومومبا" للمخرج الهايتي, راوول بيك, وهو عمل سينمائي مؤثر يتمحور حول مسار المناضل الكونغولي, باتريس لومومبا, رمز المقاومة الإفريقية ضد الاستعمار وشهيد التحرر في إفريقيا, وذلك في إطار برنامج "الأيام الإبداعية الإفريقية كانكس ويكاند 2025", التي تنظم في إطار فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر (4-10 سبتمبر الجاري). وقد تابع جمهور قاعة السينماتيك بالجزائر العاصمة بشغف وقائع الفيلم الذي أنتج سنة 2020 و ذلك ضمن سلسلة عروض سينمائية تم برمجتها بمناسبة تنظيم معرض التجارة البينية الإفريقية, ويندرج ضمن خانة الدراما التاريخية (115 دقيقة), عن سيناريو الكاتب, باسكال بونتيز, و بطولة الممثل, إيريك إيبواني, حيث تستند أحداث الفيلم على وقائع و أحداث حقيقية حول قصة حياة الزعيم الاشتراكي الكونغولي, باتريس لومومبا, الذي يعد واحدا من زعماء الفكر التحرري والمقاومة الإفريقية. و قدم الفيلم تصورا رمزيا لبطل تاريخي قومي إفريقي, أين امتزج و تقاطع الخيال بالسياسة و التاريخ الشخصي بالتاريخ الجماعي لينسج سردا بصريا أبرز بلغة سينمائية راقية و مشحونة بتفاصيل دقيقة محطات من حياة المناضل الرمز, باتريس لومومبا, الذي يمثل تجربة نضالية استثنائية في مسار المقاومة و الكفاح الإفريقي ضد الاستعمار, كونه قاوم بشدة الاحتلال البلجيكي وشجع الشعب الكونغولي على النضال ضد المستعمرين, كما اعتقل لفترة من الزمن بتهمة التحريض على أعمال الشغب المناهضة للاستعمار. و ساهم باتريس لومومبا, المولود في الكونغو عام 1925 خلال فترة الاحتلال البلجيكي, في تأسيس الحركة الوطنية الكونغولية عام 1958 و التي أصبحت أقوى حركة سياسية مناهضة للاستعمار في الكونغو, كما شغل بعد الاستقلال عام 1960 منصب أول رئيس وزراء منتخب للكونغو إلى غاية اغتياله بطريقة بشعة في 17 يناير 1961. كما تم تخصيص بالمناسبة, ببهو السينماتيك, معرض يضم مجموعة من الملصقات الأصلية النادرة لأفلام افريقية قديمة من رصيد هذه المؤسسة الثقافية العريقة, وكذا صور لأهم رموز النضال و الفن السابع في إفريقيا, و هو ما سيسمح للزوار باكتشاف أبرز الأفلام التاريخية و الثورية و الاجتماعية الأفريقية. كما تتواصل العروض بقاعة السينماتيك بعرض فيلم "محتشد تياروي" للمخرج صمبي أوصمان و "تيري فات يشو", فيما تختتم العروض بتقديم فيلم حول فعالية المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر.