تعرف هذه الأيام أسعار الخضر انخفاضات محسوسة بالنسبة للمواد ذات الاستهلاك الواسع، تجاوب معها المواطنون بأريحية كبيرة وهم الذين اشتكوا خلال الأيام التي سبقت الشهر الفضيل وحتى مع بدايته من الارتفاع الذي عرفته بعض أنواع الخضر. وNذا كانت التوقعات التي تحدث عنها البعض من أن أسعار الخضر قد ترتفع فقط عند بداية شهر الصيام، ثم تأخذ في الانخفاض قد ثبتت فإن ما يمكن الإشارة إليه وفقا لبعض المعطيات التي قدمت لنا من طرف بعض التجار وحتي المواطنين، أن تراجع الأسعار لم يكن وليد التصريحات الرنانة التي أطلقها المسؤولون المعنيين على منوال وزارة التجارة وكذا الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين وحتى جمعية حماية المستهلك، حيث لم يتوان وزير التجارة ومصالحه في التشهير لعمليات المراقبة ومحاربة المضاربة التي كثيرا ما كانت وراء الغلاء الفاحش الذي تعرفه بعض الخضر مع حلول كل شهر رمضان. وبالتالي فإن العوامل المباشرة التي ساهمت بقسط كبير في تراجع أسعار الخضر تكمن أساسا في وفرة المنتوج خاصة بالنسبة للخضر الفصلية المعروفة خلال شهر الصيف مثل الطماطم.. الفلفل، حيث ساهم ذلك في التراجع المستمر للأسعار وهي مرشحة إلى المزيد من الانخفاض خلال ما تبقى من شهر رمضان وهو ما سيزيد في سعادة المواطن. خلافا للتذمر الذي انتاب جل المواطنين الغلابى الذين عبروا عن غضبهم جراء الارتفاع الجنوني الذي عرفته الخضر قبيل رمضان وعند بدايته، بدت لنا ردود فعل المواطنين يوم أمس، خلال جولة قادتنا إلى بعض أسواق العاصمة، جد معقولة ومطمئنة بعد أن لمسوا تراجعا لافتا لأسعار الخضر بعد مرور 10 أيام فقط عن بداية شهر الصوم. وواصلت انخفاضاتها بعد مرور 17 يوما وبداية العد التنازلي بالنسبة للشهر الكريم، حيث نزلت أسعار بعض الخضر إلى مستوياتها الدنيا، إلى حد جعل أحد المواطنين يعلق على هذه الظاهرة بأنها فريدة من نوعها: "بصراحة هناك بعض الخضر لم تعرف انخفاضات بالشكل الحالي طيلة الموسم، وأعتقد بأن السبب المباشر حسب بعض الأصداء التي وصلتني تعود أساسا إلى وفرة منتوج الخضر بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار تبعا لمنطق العرض والطلب الذي يحدد السوق". وبالعودة إلى مختلف الأسعار التي سجلت يوم أمس، في بعض أسواق العاصمة، فقد وصل سعر البطاطا بين 35 و40 دينارا والقرعة ما بين 30 دج و50 دج، فيما بيعت الطماطم ذات الجودة ب 50 دج والبصل ب 30 دج والجزر ب 50دج.. إلخ. والأمر اللافت الذي وقفنا عليه هو أن الأسعار تكاد تكون واحدة داخل السوق الواحد، حيث لا توجد اختلافات كبيرة من تاجر إلى آخر، وهو ما يؤشر بل ويؤكد على أن تراجع الأسعار يعود بالأساس إلى انخفاض الخضر في أسواق الجملة وتوفرها بشكل كبير. خلافا لما باتت عليه اليوم أسعار الخضر في الأسواق هذه الأيام والتي ولدت ارتياحا كبيرا لدى عامة الناس، ما تزال أسعار اللحوم الحمراء كما البيضاء تنغس حياة المواطن الذي يضطر في كثير من الأحيان إلى اقتناء بعض منها ولو بكميات قليلة لتأمين شربته الرمضانية ليس إلا. ومقارنة بالأسعار التي بيع بها الدجاج مثلا قبيل رمضان أو عند بدايته فإنها حافظت اليوم على استقرارها وغلائها وهو ما وقفنا عليه بأحد أسواق العاصمة، حيث تراوح سعر الدجاج الفارغ بين 370 دج و400 دج فيما بقي الدجاج المملوء ما بين 280 دج و300 وهو ما يعني أنه ما يزال في غير متناول المواطن البسيط. ونفس الأمر بالنسبة للحوم الحمراء التي لم تتراجع رغم مرور أكثر من 15 يوما من شهر الصيام، وحسب أحد الجزارين الذين تحدثنا إليهم فإن أسعار اللحوم الحمراء بالمذابح ما تزال غالية وبالتالي فإن ذلك انعكس على المواطن الذي وجد نفسه بين المطرقة والسندان وهو ما لمسناه من ردود فعل بعض المواطنين الذين أكدوا لنا بأن أسعار اللحوم بأنواعها أنهكتهم فعلا.