تعد الجزائر الشريك التجاري الرابع لكوريا الجنوبية في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 391 مليون دولار عام 2002، بحيث حصل الكوريون خلال السنوات الأخيرة على حصص كبيرة من المشاريع في السوق الجزائرية تخص قطاع السيارات، الأجهزة الإلكترونية وتحديث تكنولوجيات المعلومات، الطاقة والبناء، بناء المدن الجديدة، كما تصدر الجزائر المحروقات والمواد البتروكيماوية. تتميز العلاقات الجزائرية الكورية الجنوبية بصلابتها وبتقارب وجهات النظر سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، خاصة على الصعيد الإقتصادي والتجاري وتشجيع التقارب بين مؤسساتهما ورجال الأعمال، بحيث تعتبر كوريا الجنوبية شريكا اقتصاديا مهما . كما أن الجزائر تعد البلد الإفريقي الوحيد الذي وقعت كوريا الجنوبية معه على اتفاق شراكة استيراتيجية في مجال النقل البحري، المجالات العلمية والتكنولوجية. وتجدر الإشارة أنه على الصعيد الدبلوماسي ساند رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الكوري الجنوبي في سياسته المعروفة باسم «سياسة السلام والرخاء»، الهادفة لتحقيق تقارب مع كوريا الشمالية وإيجاد حل سلمي للقضية النووية حفاظا على السلام والإستقرار في المنطقة والعالم بأسره، كما أعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن مساندته للجهود الجزائرية الرامية إلى إحياء إتحاد المغرب العربي. بالمقابل، قدمت كوريا الجنوبية منحا دراسية في إطار البرنامج السنوي الحكومي لفائدة الطلبة الأجانب، من بينهم الطلبة الجزائريون الراغبون في الإستفادة من تربصات تقدمها الجامعات الكورية البالغ عددها 60 جامعة، وكذا للراغبين في إجراء دراسات ماستر ودكتوراه بإحدى هذه الجامعات منها جامعة إنشيون.
