ما يحدث في مستشفياتنا من تهاون واللامبالاة جدير بالتوقف ودق ناقوس الخطر، ومعاقبة المتسببين في هذه الكوارث الانسانية الغريبة عن اخلاقنا، الفضائح كل يوم تزداد انتشارا، والمواطن يدفع ثمنها طول ما تبقى من حياته المشؤومة . - إمرأة حامل في شهرها الثامن بمستشفى باتنة، تعرضت الى خطأ طبي جسيم، بعد ان انفصلت القناة البلاستيكية للحقنة الوريدية وبقاءها داخل شريان ذراعها الايمن،اصيبت اثر ذلك بمضاعفات مرضية منها السكري وارتفاع الضغط الدموي، خوفا من تعرض جنينها الى خطر ما، إلا ان ذات المريضة،قيدت شكوى ضد ما اسمته بالتسيب والإهمال، راح الطبيب المذنب في حقها يشتمها ويعنفها لفظيا وهي منهارة بسبب ذلك،يحدث هذا داخل مصلحة وعيادة لا تربطه بها اية علاقة، فأي اخلاق هذه يا صاحب المئزر الابيض؟ - غير بعيد عن ذلك،مأساة أشبه بأفلام الابيض والأسود،ضحيتها الطفل احمد سعداوي وهويستعد للاختتان على يد طبيب جراح،خرج من غرفة العمليات بإصابة شلل حركي، فاقد للبصر، تعرض قلبه للتوقف، بسبب جرعة تخذير لم يتحملها جسمه، ليتحول ملائكة الرحمان بقدرة الاهمال الى شياطين الفجيعة والموت؟ - عملية جراحية بسيطة على الأنف تكلف الشاب هيثم حياته، داخل عيادة خاصة بالجلفة، وتحول حياة عائلته وجيرانه الى جحيم، بسبب التهاون والفشل في تشخيص الحالات قبل معالجتها، ان كان السبب غياب الاوكسجين فذلك عذر اقبح من ذنب، وتظل مثيلاتها في الجزائر تمتص دماء الفقراء والمحتاجين، الأدهى في كل هذا تبريرات الاطباء دائما تأتي عكس التيار، بعد قبضهم للمبالغ الخيالية، تصادفك اجاباتهم الممسوخة المنسوخة، «العدالة تفصل بيننا»؟ - 180 ألف جزائري توافدوا على تونس مدة عشرة ايام، قبل نهاية السنة، في الحين بلغ عدد الجزائريين الذين زاروها، منذ بداية العام الفارط الى غاية 20 ديسمبر، مليوني وأربع مائة وستة وتسعون الفا سائح، ليرتفع العدد الى اكثر من ثلاثة ملايين سائح جزائري، وبعملية حسابية، أخاف أن تحبس الأرقام أنفاسي، ادعوا جماعة «ساكريكار لجمع المبلغ؟ قلبي لا يحتمل ذلك، فهل نعود الى رشدنا قليلا، ولا نغطي الشمس بغربال الحقيقة؟ - معمر شخص معاق متزوج وله أولاد يعيش في كوخ بل الأصح في زريبة، لا تصلح حتى للحيوانات، بقرية بربرة بالشلف، سكان هذه البقعة المنسية من التاريخ،لا يزالون يقطنون الاكواخ ويقضون حاجاتهم البيولوجية في الخارج، سقفهم ألسماء، البرد رفيق يومياتهم،في انتظار سيارة تأوي اليهم،ترفع غبنهم وتشد على عضدهم،وتمنحهم رغيف العزة والكرامة. - عائلات بأولاد سلام شمال باتنة لا تجد ما تأكله لأسابيع متواصلة، وبعد ان يتلقى رب الاسرة منحة البطالة المقدرة بثلاثة ألاف دينار، تأتي فاتورة الكهرباء فتنسف ما قبلها من ديون، ويبقى البيت على حاله، لكن لسان هؤلاء الذين تحملوا نكبات الزمن يقول دوما، الحمد لله،على لسان العجوز حدة بلكنة شاوية «تيخاس القهوة، تيخاس المأكلت». - عن بعد تابع والي قالمة كمال عبلة،أحد عمال النظافة بشكل يومي،اثناء تأديته لمهامه وتفانيه في حسه المدني، على اكمل وجه، تفاجأ الشيخ الطاعن في السن باستدعاء الوالي له، وهوالذي في الكثير من الاحيان، لا يحظى حتى بمقابلة رئيس المصلحة، حيث منحه عمرة من ماله الخاص بجميع التكاليف، لكم ان تتصورا المنظر، لأن اللسان يعجز عن التعبير، جعلها الله في ميزان حسانته.