انطلقت مديرية الغابات لولاية عنابة مؤخرا في تفعيل مخططها للتصدي لحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، لتفادي ما عاشته الولاية السنة الفارطة خلال موسم الاصطياف، حيث قامت بوضع خطوط النار على مسافة 45 كم عبر تراب الولاية، فضلا عن فتح 32 نقطة مياه بعد أن تم تجديدها. تأتي هذه المبادرة لحماية غابات المدينة من الحرائق الكثيفة التي تشهدها كل سنة مع حلول موسم الاصطياف، والتي تنطلق فيها مصالح المديرية بداية من الفاتح جوان إلى غاية نهاية شهر أكتوبر، وذلك لتفادي ما تشهده الولاية من حرائق، والتي تأتي على مئات الهكتارات من الأراضي والمحاصيل الزراعية، بالرغم من الإجراءات المتخذة من قبل الحماية المدينة لولاية عنابة ومديرية الغابات، والذين يشنون حالة استنفار قصوى لموجهة هذه الكوارث الطبيعية. وتعمل مصالح محافظة الغابات لولاية عنابة على تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، بما فيها تهيئة مئات الكيلومترات من المسالك الغابية، لتسهيل التدخل في حال حدوث حرائق، كما قامت ذات المصالح بشن حملات تحسيسية وتوعوية مبكرة، انطلقت يوم 25 أكتوبر الماضي، لترسيخ الثقافة الوقائية لدى المواطن، وتحسيسه بمخاطر الحرائق، والدور الذي يمكن أن يلعبه، للحد من هذه الظاهرة عن طريق ابلاغ المصالح المعنية في الوقت المناسب لتسهيل عملية التدخل السريع، والحيلولة دون وقوع كوارث بشرية ومادية. الحرائق التي تشهدها الولاية في كل مرة دفعت السلطات المحلية لتنصيب السنة الماضية لجنة ولائية لمحاربة هذه الظاهرة، وتسيير عمليات إخماد الحرائق، ناهيك عن تجنيد فرق متنقلة تابعة لمحافظة الغابات وأخرى للحماية المدنية، إلى جانب تنصيب أربعة مراكز مراقبة موزعة عبر الغابات الرئيسية للولاية، وتسخير آليات الإطفاء الثقيلة والخفيفة والمقدرة ب03 شاحنات إطفاء و06 سيارات رباعية الدفع، وسيارة إسعاف، بالإضافة إلى سيارة قيادة العمليات. ويعود ذلك للخطر الكبير الذي باتت تشكله الحرائق سنويا على الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية بولاية عنابة، وكذلك على السكان الذين يقطنون بقرب الغابات المعرضة للحرائق، حيث أن تفطن مصالح الحماية المدنية، يحول في كل مرة دون تسجيل ضحايا لحنكتها في مثل هذه الكوارث الطبيعية.