قضت عائلات وأحياء شعبية بربوع تراب ولاية البليدة، ليلة بيضاء بما تحمله العبارة من معاني، لحظات عقب الإعلان الرسمي، عن نتائج الامتحان في شهادة نهاية التعليم الثانوي البكالوريا، انتشرت فيها الزغاريد مدوية فضاء تلك الأحياء، وامتزجت في ظلمة الليل مع إطلاق للألعاب النارية، حتى حولت سواد الظلام، إلى أنوار ملونة، لم تختلف كثيرا عن الاحتفالات، التي تلت ورافقت الانتصار، التي رسمها فريقنا الوطني، في كأس افريقيا بمصر. لم تتوقف حناجر الأمهات بالخصوص، من إطلاق العنان للزغاريد والأهازيج، التي انبعثت من كل ركن وزاوية ومكان، دوت صمت الظلام وسكون الليل، وبدت وكأن فيه أفراح زفاف بمختلف الأحياء الشعبية في مدن البليدة، زادت في لونها وبهرجتها وبهجتها مواكب السيارات وهي تجوب الشوارع العامة والبعض يطلق العنان للألعاب النارية، فيما لم تغب الراية الوطنية، وهي ترفرف فوق الشرفات ومن على الأسطح والسيارات، وأصحابها يفرحون ويصدحون، لنجاح أبنائهم في شهادة البكالوريا في دورتها لشهر جوان من العام الجاري 2019. وصنّفت مديرية التربية بولاية البليدة 10 مؤسسات ثانوية، بين نظامية وخاصة، ضمن الأوائل في حصد أعلى النسب والمعدلات، وجاءت مدرسة أشبال الأمة تتصدّرالجميع، بحصد نسبة ساوت 99.60٪، لتليها مؤسسة مدرسة خاصة، مسجلة نسبة نجاح ساوت 81٪، ثم تلتها 8 ثانويات أخرى حاصدة معدلات، انحصرت بين 66.88 و78.65٪، واللافت أن غالبية الثانوية المصنفة الأولى في البليدة، كلها جاءت تقع بشرق الولاية، وتصدرتها مفتاح وبوقرة والأربعاء بالخصوص، فيما استطاع تلميذان بثانويتين في أولاد يعيش وبوفاريك، من تحقيق أعلى معدلات، تحصلا فيها على معدل فاق 18 من 20٪. وبالرغم من الأفراح التي أقيمت بكل مكان، عم الإحباط والحزن بين الراسبين، وبين المترشحين الأحرار، الذين كانت النتائج بينهم أقل من المستوى، واستغل المناسبة مصطفى بن قاسي عن الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ الحدث، ليمرّر رسائل الى التلاميذ والأولياء على السواء، مهنئا في معرض كلامه التلاميذ الناجحين، وداعيا التلاميذ الراسبين إلى استغلال الفرص مستقبلا، مشدّدا على الأولياء عدم لوم صغارهم والضغط عليهم، خشية وقوع عواقب غير محمودة.