يحتفي الشعب الجزائري بحلول السنة الهجرية الجديدة 1441، المصادفة لأول محرم، وهي سنة تحمل معها قيم التكافل الاجتماعي والتآخي والتآزر بين أفراد المجتمع، في ظل الاستقرار للتزود بالإرادة التي تسمح بمواجهة الظروف الراهنة، وحمل الجزائر إلى بر الآمان والحفاظ على مختلف المكاسب من أمن واستقرار وتماسك اجتماعي، والتطلع لبناء دولة قوية متطورة وموحدة، ومن ثم السير نحوإرساء المزيد من النمووالانفتاح على تفعيل قيم العمل والتحلي بروح المسؤولية، كل واحد من موقعه بداية من العامل البسيط إلى غاية المسؤول الأعلى رتبة. يأمل الجزائريون بحلول السنة الهجرية الجديدة، تفرغ جميع الفاعلين لاستكمال مسار الاستثمار الخلاق، الذي وحده يغير الأرقام ويرسي نسيجا صناعيا وفلاحيا صلبا يجعل البلاد غنية بثرواتها المتنوعة، وينقلها إلى موضع أفضل. إن حتمية الظرف الراهن تفرض على جميع الجزائريين التحلي بالكثير من الوعي وسقف عال من اليقظة والحذر، للحفاظ على كل ما تجسد من إنجازات طيلة عقود كاملة، والانخراط في مسعى بناء وطنهم سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وعدم ادخار أي جهد في هذا المسعى ، حيث تقوم كل جهة وكل فرد بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها كاملة غير منقوصة، حتى لا يترك أي فراغ تتسلل منه النوايا السيئة وتستغله القوى التي تضمر الشر وتتمنى أن تزول النعم وتختفي المكاسب التي توجد بين أيدي الجزائريين. إذا تنتهي سنة هجرية وتحل أخرى جديدة ،تحمل معها الأمل والعديد من المؤشرات الإيجابية، التي ترسخ الروح الإيجابية وترفع من المعنويات، لتصحيح الأخطاء وتجاوز الفساد وفرض سلطة القانون على الجميع. تأتي هذه السنة، والجزائر تعمل على المحافظة على موقعها الجيد ووضعها الآمن شامخة موحدة تملك جميع مقومات الانطلاق بخطى سريعة وثابتة لبناء اقتصاد قوي ومتنوع يخلق الثروة يحملها إلى مصاف الدول الناشئة، في وقت يتطلب فيه أن يدرك الجميع حساسية الوضع الراهن وخطورة المنعرج الذي يتطلب من الجزائريين أن يلتفوا حول وطنهم ويتوحدوا مع بعضهم البعض ليعبروا المرحلة الراهنة بأمان ومن دون أي خسارة. ودع الجزائريون سنة انقضت عاشوا فيها تحولات سياسية واجتماعية لم يشهدوها من قبل، أعطوا فيها درسا للعالم في الوعي والسلم والتماسك والتشبث بحب وطنهم والإخلاص له والذود عنه مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وهم يستقبلون سنة جديدة يفترض فيها أن يحافظوا على نفس سقف الخوف على وطنهم والمساهمة في حمله إلى بر الأمان ليواصلوا معركة بنائه التي لا تتحقق إلا بجهود وإضافات الجميع. لا يعد الاحتفاء بالسنة الهجرية الجديدة، المناسبة الدينية التي تستوقفنا بالكثير من التمعن، حيث نسجل فيها روح التضامن والتآخي بين الجزائريين وتماسك لحمتهم وحرصهم على صلة رحمهم، وتسابقهم في تقديم يد المساعدة للأيتام والفقراء والضعفاء، وتذكر المحتاجين بالصدقات والمرضى بالزيارات، بل عدة مناسبات دينية أخرى كرّست تلك الروح الاجتماعية التي تنبض بالقيم الإنسانية، حيث تسابق الجميع على فعل الخير ونبذ الأفعال المستهجنة ودرء الشر، وبهذه القيم وحدها تبنى المجتمعات القوية وتحصن من محاولات التفرقة والتشرذم. إذا صار الوقت مناسبا للتصحيح والغربلة ووضع السكة في مسارها الصحيح، كل من يخطأ يجب أن يتحمل وزر خطئه وكل من ينجح يكافأ ويشجع على تحقيق المزيد والاستمرار على هذا المنحى.. كل عام والجزائر آمنة من كل شر ومستقرة من أي زعزعة وموحدة بفطنة ويقظة أبنائها.. وكل عام والجزائريون بألف صحة وخير.