اهتزت عاصمة الغرب الجزائري وهران، صبيحة أمس الأربعاء، على وقع حادثة أليمة راح ضحيتها شخصين اثنين من عائلة واحدة ردما تحت الأنقاض، إثر انهيار سقف لمستودع محاذي لعمارة عتيقة بشارع بن دكة الصادق (شوبو سابقا) مخلفة صدمة كبيرة، أثارت حالة من الغضب والجدل بين الجزائريين ورواد ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. أجواء من الحزن رصدتها «الشعب» التي زارت المكان بشارع بن دكة الصادق، المتواجد بحي العقيد عباس بالمندوبية البلدية المقراني، وتوقفت عند مظاهر الأسى التي عمّت الأهل وسكان الحي الذين تعالى صراخهم وعويلهم وتنديداتهم اتجاه ما وصفوه بسياسة الإقصاء واللامبالاة، محملين السلطات مسؤولية التأخر في ترحيل قاطني السكنات الهشة وهدمها كونها تشكل خطرا على حياة المواطنين، بينما طالب آخرون بمحاسبة المتورطين. قالت مديرية الحماية المدنية أنّ مصالحها تدخلت فورَ وقوع الحادث في حدود الساعة 6 و30 دقيقة، مسخرة فرقة متكونة من 30 عونا متخصصا في الإنقاذ تحت الردوم وأخرى متخصصة في الإنقاذ بالأماكن الصعبة، تتشكل من 7 أعوان، وذلك بالإضافة إلى 4 سيارات إسعاف وغيرها من الوسائل الأساسية في الإنقاذ والإسعاف، مضيفة أنّ العملية جرت بالتنسيق مع مصالح الأمن، وكلّلت بانتشال جثتين لرجل وزوجته سنهما على التوالي 52 و40 سنة، فيما تم إنقاذ 05 أشخاص من موت محقق تحت الركام، تتراوح أعمارهم بين السنين (02) إلى43 سنة، قدمت لهم الإسعافات الأولية بعين المكان، قبل تحويلهم إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بن زرجب وكذا مؤسسة طب الأطفال بكناستال، فيما غادر ثلاثة منهم المستشفى في نفس اليوم. مباشرة بعد وقوع الحادث، تنقل والي وهران عبد القادر جلاوي في حدود الساعة 07 و40 دقيقة، رفقة رئيس أمن الولاية إلى مكان الحادث لمعاينة الوضعية، بعد أن تم تشكيل خلية أزمة بمقر الولاية، تضم جميع الأطراف المعنية بما فيهم رئيس المجلس الشعبي الولائي وأعضاء اللجنة الأمنية، بالإضافة إلى القطاعات المعنية بالسكن والصحة والسكان والنشاط الاجتماعي، حيث اتخذت كل الإجراءات اللازمّة للتكفل بالمتضررين ومساعدتهم على تجاوز هذه الوضعية المأساوية. كما تنقل الوالي لزيارة الجرحى مرفوقا بأعضاء خلية الأزمة، وأمر بالتكفل التام والكامل بالضحايا وعائلاتهم، معلنا في الوقت نفسه عن فتح تحقيق إداري وقضائي معمق لتقصي الحقائق وتحديد المسؤوليات الفردية والمصلحية، مع التهديد باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا ثبُت وجود تقصير في المسؤوليات، وذلك طبقا للقوانين والنظم سارية المفعول. بحسب المعطيات الأولية التي ذكرها الوالي الذي تم تنصيبه مؤخرا خلفا لمولود شريفي، فإنّ الأمر يتعلق بسطح مستودع تابع لأحد الخواص الذي قام بالاستيلاء عليه وأدخل توسيعات على حساب الأجزاء المشتركة للعمارة المحاذية، حيث قامت 03 عائلات بتشييد فوقه بنايات فوضوية غير مرخصة قبل سنوات، مما أدى إلى سقوطه بفعل الثقل وهشاشة القواعد، لاسيما وأنّ العمارة المحاذية للمستودع تجري بها أشغال للترميم من طرف مديرية السكن بالولاية. ابدى جلاوي بالمناسبة حرصه على منح الأهمية القصوى لملف السكن غير اللائق بشقيه: الهش والقصديري، لافتا إلى أنّه «وضعهُ ضمن أولوياته، وكان مقررا مناقشته في أول اجتماع موسع للمجلس التنفيذي المبرمج لنهار اليوم، قصد اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب مثل هذه الحوادث المأساوية». شدد الوالي على ضرورة هدم كل السكنات مباشرة حتى لا يتم استغلالها مرة ثانية من قبل عائلات أخرى، باعتبارها حالات غير قانونية في تقديره، مما يستدعي بحسبه إعادة معاينة والتشخيص الدقيق للعمارات القديمة، ولاسيما المهددة بالانهيار أو المصنفة ضمن الخانة الحمراء.