يتوقع المسؤولون المحليون بمعسكر، عودة مرتقبة لحجر جزئي، بالنظر الى التصاعد المسجل في الإصابات بفيروس كوفيد-19 بمعدلات مخيفة. لم يستبعد رئيس بلدية معسكر عامر كمال، في اجتماع لخلية الأزمة المحلية، فرض حجر جزئي على ولاية معسكر. وذكر المسؤول، ان الإصابات التي تخضع للاستشفاء المنزلي يقارب عددها المائة، في حين تبقى المؤسسات الاستشفائية لعاصمة الولاية تستقبل يوميا عددا كبيرا من المصابين بالفيروس، لاسيما الحالات المعقدة التي تحول الى المصلحة المرجعية لعلاج كوفيد-19 يسعد خالد. وبما أن معسكر مستثناة من الولايات التي فرض عليها الحجر الصحي الجزئي في الأسبوع الماضي، تبقى المخاوف بين المواطنين من عودة الحجر الصحي سيدة الموقف، لاسيما بين التجار والحرفيين الذين تضرروا من إجراء الحجر الصحي في الأشهر الماضية، وحتى الموظفون الذين تأثرت تنقلاتهم داخل الولاية وخارجها بإجراء منع النقل. في ذلك قال إبراهيم موظف بقطاع العدالة، إن توقف حركة النقل وتحديد ساعات التنقل، هو أكبر هاجس يفكر فيه الموظف في حال تم فرض الحجر الصحي من جديد. في حين تقول الحرفية ب. هدى، إن أعمالها المرتبطة بالتجارة تأثرت كثيرا بفعل الحجر الصحي في الأشهر الماضية، ولم تتعاف من تأثيراتها السلبية حتى بعد رفع حالة الطوارئ الصحية قبل أسابيع. وأبدت متحدثنا قلقها من عودة الحجر الصحي، لاسيما وان الإعانات التي خصصتها الدولة لتعويض خسائر التجار والحرفيين لم تصل الى المعنيين بها بالشكل المطلوب. من جهتها الناشطة في المجال التحسيسي والتطوعي لمواجهة فيروس كوفيد-19، سُمية فاضل، تحدثت لنا عن تضرر الفئة الهشة والمحدودو الدخل من إجراء الحجر الصحي، وبالرغم من ذلك تعتقد المتحدثة ان الحجر الجزئي قد يغنينا عن التضحية بالكثير من الأرواح. ونبهت الى أن مطلب تعليق الدراسة وتعويضها بالتعليم عن بعد، يشكل عائقا كبيرا أمام التلاميذ الذين لا يحوزون على شاشات إلكترونية وأنترنت، موضحة أن إجراء الحجر الصحي المؤقت، سيكون سلاحا نافعا في معركتنا الجماعية ضد الوباء المستجد اذا ما كان مؤقتا ولفترة وجيزة يتحمل فيها المواطن مسؤوليته. ويبدي العديد من الملاحظين لمستجدات الوضع الصحي، استغرابهم للاختلال الموجود بين الوعي الصحي المنتشر في المجتمع بخطورة الوضعية الوبائية، وبين درجة التزام المواطنين أنفسهم بالإجراءات الوقائية، والمتدنية الى درجة غير معقولة. فالجميع هنا، يدرك الخطر وقليل منهم من يلتزم بإجراء التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم، في حركات بسيطة وغير مكلفة. وفي استطلاعنا لوجهة نظر الأطباء في هذا السياق، قالت الطبيبة العامة الدكتورة أمينة بهلول، إن عودة الحجر الصحي حتمية لابد منها، بعد الارتفاع الرهيب للحالات الجديدة المؤكدة وتخلي المواطنين عن تطبيق وسائل الوقاية والتباعد الجسدي، خصوصا ما سجل من تجاوزات غير مسؤولة خلال الدخول الاجتماعي والتجمعات السياسية في الفترة الأخيرة. وقالت المتحدثة، إن الحجر الصحي يبقى الوسيلة الوحيدة لاحتواء الوضع، مع المزيد من الوعي وتنبيه المواطن بعدم الاستخفاف بالوضعية الوبائية المستجدة، وإلزامه باستشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض للأنفلونزا، لاسيما خلال هذه الفترة التي تتميز بالتقلبات المناخية ونزلات البرد، ما قد يحدث خلطا في التمييز بين الأنفلونزا الموسمية وبين الاصابة بفيروس كوفيد-19. ودعت الدكتورة بهلول، إلى التحلي بالمسؤولية حفاظا على السلامة العامة والشخصية، موضحة ان أي أعراض للأنفلونزا هي إصابة مشتبهة بالفيروس، لا يثبتها أو ينفيها إلا الفحص الفيروسي المتخصص. مؤكدة في سياق حديثها، أن الاستشارة الطبية في حال ظهور أعراض للأنفلونزا ضرورية جدا، قبل ان تتعقد الإصابة وتتجاوز التحكم الطبي بها. وأوضحت أمينة بهلول، انه على الأولياء القدر الأكبر من المسؤولية الصحية، تنبيه أبنائهم لاسيما المتمدرسين، الى عدم مشاركة أدواتهم المدرسية، وحثهم على الالتزام بوسائل الوقاية والنظافة، مشيرة ان تنبيهات مماثلة للتلاميذ في سن مبكرة، هي نوع لا يستهان به من التربية.