تتزايد حالات الغرق في الآبار والسدود والأودية بالمسيلة مع بداية كل فصل صيف، على الرغم من الحملات التحسيسية والتوعوية التي يرافقها إنجاز بعض المسابح وبرمجة مسابح متنقلة، إلا أن ظاهرة الغرق استفحلت بشكل كبير وأخذت أبعادا خطيرة، ما يستدعي دق ناقوس الخطر وتضافر الجهود للحدّ منها. تصدّرت عاصمة الحضنة، المسيلة/ قائمة ولايات الوطن التي شهدت أعلى عدد من حالات الغرق في السدود والمسطحات المائية والآبار خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يرجعه متتبعو الشأن المحلى إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وعدم توفر المرافق الترفيهية بالشكل الكافي. وأصدرت السلطات الولائية بالمسيلة العديد من القرارات الخاصة بتسييج الآبار وحماية الأطفال من خطر الوقوع في المسطحات المائية، وبالأخص الأحواض التقليدية التي غالبا ما تشكّل خطرا على العديد من الأطفال، وجاءت هذه القرارات بعد تسجيل العديد من حالات الغرق التي كانت أثقلها الصائفة الماضية بعد أن سجّلت الولاية أكثر من 10 غرقى. وسعت السلطات الولائية بالمسيلة رفقة رؤساء المجالس البلدية إلى تطويق الظاهرة من خلال برمجة زيارة إلى مختلف الآبار والسدود التقليدية، حيث حثّت الفلاحين والمواطنين على حمايتها من خلال ردمها أو تسييجها، خاصة منها السدود التقليدية الواقعة في المناطق النائية، فيما تمّ برمجة حملات تحسيسية استهدفت الأطفال والأولياء عبر المدارس القرآنية والطرقات تخللها توزيع مطويات تتضمن خطر السباحة بالبرك المائية والسدود وضرورة مراقبة الأولياء لأبنائهم. من جانبها، نظّمت مديرية الشباب والرياضة بالمسيلة العديد من الحملات التحسيسية تحت شعار "لا للسباحة في البرك والمسطحات المائية"، "التبليغ ثقافة وحماية أبنائنا مسؤولية الجميع"، واستهدفت الحملة التحسيسية مرتادي سدّ القصب بالمسيلة الذي يشهد إقبالا كبيرا للأطفال والشباب للسباحة وممارسة هواية الصيد بعيدا عن أنظار الأهل، حيث تمّ التقرّب من الفئتين وتوعيتهم بخطورة السباحة في تلك الأماكن الخطرة. وسطّرت المديرية برنامجا للعديد من المخيمات الصيفية عبر مختلف الشواطئ من مختلف مناطق بلديات الولاية على غرار مخيم صيفي ل150 طفل من بوسعادة نحو شواطئ سيدي فرج لمدة 10 أيام كاملة، يمارس خلالها الأطفال مختلف الأنشطة الرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى رحلات سياحية للاستمتاع بمختلف المناظر الخلابة، إضافة إلى رحلات إلى شواطئ بومرداس خصّت منتسبي دار الشباب يحيى الجموعي وتارمونت ودار الشباب بسيدي عيسى. وتتوفر ولاية المسيلة، عبر عدة بلديات، على العديد من المسابح، إلا أنها غير كافية مقارنة بعدد البلديات، فأغلبها لا تتوفر بها مسابح وهو ما يضطر العديد من الأولياء إلى برمجة رحلات إلى البلديات المجارة التي تتوفر على مسابح، وأول ما يصطدمون به هو سعر دخول المسبح الذي حُدد ببعض المسابح ب500 دينار جزائري للساعة الواحدة، بينما تشهد المسابح العمومية البعيدة عن متناول البلديات النائية عددا هائلا لقاصديها من أطفال المدن الكبرى، على غرار مسيلة وبوسعادة وسيدي عيسى عين الملح، على الرغم من برمجة السلطات مسابح جديدة لم يتمّ الانطلاق في انجازها على غرار مسبح ببلدية مقرة والذي سوف يخفّف الضغط عن سكان المنطقة الشرقية للولاية الذين يترقبون تزويد منطقتهم بمسبح متنقل.