"النارنج أو البرتقال المر" اختارت الرّوائية وحيدة ميرا رجيمي رشفة منه لتكون عنوانا لمجموعتها القصصية الجديدة، الصادرة مؤخرا عن دار "سيفار" للنشر والطباعة والتوزيع، والتي ستكون قريبا تحت متناول القرّاء في الصالون الدولي للكتاب سيلا 2023. "زرعت في جدب قلبك بذرة من حناني..وقد ألبستها ثوبا من حرير وجداني..سقيتها بعرق الشوق..المتفصد من جبين بهجتي ورعيتها بعناية العيون..فأنبتت شجرة الحب فيك..تؤتي نبضها كل حين..أثمرت بذرة حبي فيك..وأزهرت..الشجرة تنمو عكس الجاذبية..وعندما تزهر وتثمر..تتساقط ثمارها مستجيبة للجاذبية كأنها تلبي دعوة الحب والحياة لتتجدّد..ليس إعجازا أن أجمع شتاتك وأنشأ من رمادك ما أحب أن يكون لي وحدي..ما بين بحر وشطآن .."، هذا ما اختارته الكاتبة وحيدة رجيمي "ميرا" كنص لغلاف مجموعتها القصصية حديثة الإصدار والموسومة ب "رشفة من النارنج". وفي تقديمها للمجموعة القصصية، قالت الروائية إلهام بورابة في حق صاحبتها: "وحيدة للغاية، لحدّ تعدّد أسمائها فهي وحيدة، وهي وسيلة، وهي ميرا، وعزيزة بونة، كذلك لها كنية شاعرة البحر وعرّابة البنات. وهي أهل للتقدير فكان لها اسم "للّاهم". وأضافت بورابة أنّ "وحيدة شاعرة، شطر بيتها البحر حي الطفولة "السنكلو" وشطره الآخر حي البرتقال ببونة أين كبرت في ترانيم المالوف تعلو بها الموسيقى كما يعلو الموج، فانعكس ذلك على مشاعرها فكتبت بنفس شعري بيانها ووجدانها وذاكرتها حتّى حوّلت اللغة إلى ذوق، فجاءت هذه المجموعة القصصية التي عنوانها "رشفة بطعم النارنج". وقالت بورابة بخصوص الإصدار الجديد "إنّ ثمرة النارنج لا تخلو من أمثلة، إنها عالم كامل من الإلهام، وأعتقد أننا بكلمة واحدة يمكن التعبير عنه ب "قلب حنون". وإنّ الطعم المر هو دواء ومكمّل نفسي مثل "الحب" إذن ها هي الأديبة هنا تطوّر النشوة من المرارة إلى الحلاوة، فيمكن أن نقرأ من خلال القصص رغبات الشخصيات وعطشها الروحي للحياة، وقدرة الكاتبة على تمكينها من هذه الرغبات والملذّات". وضمنت وحيدة رجيمي الملقّبة إبداعيا ب "ميرا"، إصدارها الجديد 18 قصة قصيرة وقصة قصيرة جدا موزعة على 67 صفحة، تتنوع كما كشفت في تصريح ل "الشعب" "مواضيعها بين اجتماعية ذاتية وجدانية واقعية أزينها وأخفف من حدتها بخيال الكاتب". والعناوين التي اختارتها أقصاها هي: النارنج، البرتقال المر، رشفة لضبط المزاج، عطش البحر، سفر، لوحات..متوازيان ويلتقيان، القلب لم يعد في الخدمة، زفير وروبي، الصنوبر والدفلى، يمام..سلام..حمام، أنا وميراث أبي، لحظة على البال، لقاء الأمس غدا، الهدية، رسائل ود البحر، ميثاق الإخلاص، سؤال السؤال، انتظار، كبرياء امرأة، القلب ينبض حبا. وعن انتقالها من الكتابة في أدب الرحلات الى الخوض في مجال القصة، قالت وحيدة رجيمي "أظل رحالة وأظل أكتب، ميدان القصة محرابي وملعبي، والقصة حكاية أيضا يلزمها رحالة لرواية التفاصيل". وكشفت وحيدة ميرا، أنه سيصدر لها قريبا روايتها الثانية «للأهم تزهر من أحزانها" عن دار كلاما، كما لها -تضيف- تحت الكتابة حاليا كتاب الرحلات الثاني بعنوان "نبض اليراع بين المسافات والبقاع". للإشارة، وحيدة رجيمي الملقبة في الوسط الأدبي "ميرا" و«عزيزة بونة" متحصلة على شهادة ليسانس في الحقوق، إطار بالجامعة برتبة مستشار بكلية العلوم الطبية مكلفة بمتابعة التكوين ما بعد التدرج والبحث العلمي، في رصيدها الأدبي العديد من الأعمال المتنوعة بين أدب الرحلات والرواية والقصة والشعر منها "وحيدة والدروب أحزاني" و«على حبل الذاكرة"؛ "القلب قبلته من يحب"، إلى جانب كتاب مشترك مع الروائي الطيب عبادلية "رسائل بيان ووجدان بين ميرا والمايسترو"، وكتاب عن أدب الرحلات "رحالة زاده القلم"، المجموعة القصصية "ميرامار..سيدة البحر"، ورواية "للأهم حب تسقيه الدموع".