تناول خبراء في القانون الدولي والطاقة النووية، مخاطر الأسلحة النووية على البشرية والأرض، لأن إشعاعاتها صامتة لا رائحة لها، ما يشكل خطرا كبيرا على الإنسان وخير مثال قنبلتا هيروشيما وناكازاكي باليابان، وما خلفته من ضحايا، والتفجيرات النووية في صحراء الجزائر. وذلك في ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد، بإشراف وزارة المجاهدين، أمس، بمناسبة اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. استعرض البروفيسور عمار منصوري، مختص في الطاقة النووية أسماء العلماء، الذين اخترعوا الطاقة الذرية بعد اكتشافهم مادة النترون المستعملة في إنتاج السلاح النووي في 1934، حيث ألقيت أولى قنبلتين على مدينتي ناكازاكي وهيروشيما والتي كلفت القنبلة الذرية الأولى الحكومة الأمريكية ملياري دولار. وأشار البروفيسور منصوري، الى أن العلماء الذين شاركوا في إنتاج هذه القنبلة ينتمون لمختلف الجنسيات الأوروبية، كما أن أول تفجير تجريبي كان في 7 ماي 1945. وأضاف الباحث، أن مدينة كوكورا اليابانية، كانت مبرمجة لإلقاء عليها القنبلة الذرية، لكن بسبب الغيوم الكثيفة توجه الطيار الأمريكي إلى مدينة هيروشيما. وأكد المحاضر، إن فرنسا الاستعمارية كانت على علم تام بمخاطر التفجيرات النووية عندما نفذت جريمتها بصحراء الجزائر، لأنه في 1957 ترجمت إلى اللغة الفرنسية كتبا تتحدث عن مخاطر هذه القنابل الذرية. وأضاف منصوري، انه خلال الفترة بين جويلية 1945 و3 سبتمبر 2017 نفذ 2422 تفجير نووي عبر العالم، منها 543 جوي و1879 باطني، كان آخرها في كوريا الشمالية. وبالجزائر ما يقارب 60 تفجيرا نوويا من 1957 إلى 1960. في هذا الصدد، قال البروفيسور منصوري، إنه نظرا لمخاطر هذه الأسلحة النووية وقع على معاهدة الحد من الانتشار النووي في أول جويلية 1968، ودخلت حيز التنفيذ في 5 أوت 1970، والجزائر أمضت عليها وأدت دورا كبيرا في محاربة التفجيرات النووية. من جهتها، تطرقت مختصة في القانون الدولي بجامعة الجزائر-03 الدكتورة نجوى عابر، في مداخلة بعنوان «ما مدى مصداقية وفعالية الاتفاقات الدولية في تحقيق مفهوم الأمن النووي»، إلى الازدواجية الدولية في التعامل مع هذه المسألة وهل استطاعت المعاهدات الدولية حظر الأسلحة النووية. وأكدت أن الواقع يقول عكس ذلك، حيث أن الترسانات النووية لا تزال تنفذ أكثر من 2000 تجربة نووية.
