عملية البيع بالتخفيض، تكثفت بشكل محسوس خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، ولم يقتصر الأمر على المواد الاستهلاكية، بل شمل الأواني والملابس، من أجل تسريع عملية تسويقها في ظلّ كثافة الإنتاج والسوق الذي شهد وفرة منقطعة النظير. يبدو أن الكثير من التجار صار لديهم تجربة معتبرة في استقطاب الزبائن ولا تتوقف عروضهم الجذابة على واجهة المحلات التجارية وإشهار أسعار مغرية، بل حتى السوق الافتراضية صارت فضاء يستقطب عددا أكبر من الزبائن، في ظلّ وجود خدمة التوصيل إلى باب منزل الزبون. لا أحد ينكر أن التخفيضات طريقة يمكن من خلالها تصفية السلعة أو بيع كميات كبيرة، من أجل اقتناء سلع جديدة أخرى وتحقيق أرباح معتبرة، وهناك بعض التجار الأذكياء يركزون على بيع كميات كبيرة ولكن هامش الربح يكون صغيرا، ويعوضون الأرباح في الكميات وكذا كسب اسم وسمعة وسط السوق، فيرفضون بعض العادات السيئة والسلوكات السلبية والمتمثلة في التخلص من السلع عن طريق رميها في النفايات أو تكديس كل سلع ليست للاستهلاك في المخازن من دون تسويقها وتصبح مغلفة بكومة من الغبار، وهذا ما يضر برأس مال التاجر من جهة ومن جهة أخرى، لا يسمح للمستهلك باقتنائها بأسعار مخفضة، من أجل دعم قدرته الشرائية. من المفروض أن يدرج التاجر في خطته هذا النوع من التجارة أي البيع بالتخفيض، أي كلما ربح في تجارته واسترجع رأس المال وحقّق بعض الأرباح، لا يتردّد في انتهاج نمط البيع بالتخفيض الضروري في النشاط التجاري ونجده كذلك في أسواق دول متطورة على غرار الأوروبية، لأن عملية تخفيض السعر ينبغي أن تكون هدفا لمختلف التجار وثقافة لا يتخلون عنها إذا خططوا لازدهار تجارتهم، على خلفية أن البيع بالتخفيض يقابله استدراك أرباح إضافية قائمة، ويوفرها البيع بالتخفيض، إلى جانب توفير عملية البيع السريع للسلع عندما يكون تخفيضها سيد الموقف، فتطلق العروض ومباشرة يستجيب الزبائن، إلى غاية نفاد الكمية، وحظ الشراء يكون لكل من لم يصل متأخرا. إذا البيع بالتخفيض يعد حلا حتميا من أجل تطور التجارة والمساهمة في حماية القدرة الشرائية للمواطن، لأنه سيجد متنفسا مهما للاقتناء بأسعار مخفضة.