قدم، ليلة أمس الأول، العرض الأول للفيلم الثوري «الدخلاء» لمخرجه محمد حازورلي بقاعة ابن زيدون. الفيلم من إنتاج الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، الوكالة الوطنية للسينما والسمعي البصري ومؤسسة انتيراس للإنتاج ويدخل في إطار الاحتفال بخمسينية الثورة التحريرية، العرض حضرته وجوه سينمائية وجمهور غفير من محبي الفن السابع. الفيلم يصور فترة الخمسينيات قبل اندلاع الثورة التحريرية ويتناول حياة شخصيات وأسر جزائرية تصارع من أجل البقاء والتمسك بالهوية وكذا علاقاتهم الاجتماعية في ظل الاستعمار الفرنسي. كما يظهر التفاف الشعب الجزائري بكل فئاته حول جبهة التحرير فور ظهورها. الحوار في الفيلم كان مزيجا بين العربية والفرنسية وهو ما ساق المخرج للحديث عن إشكالية اللهجة وتعددها في بلادنا من منطقة إلى أخرى بل من شخص إلى آخر. حازورلي كشف عن مشاركة 40 وجها جديدا في هذا الفيلم، تم اختيارهم من خلال كاستينغ سابق، مشيرا إلى ضرورة إعطاء أهمية للصورة والحوار في الفيلم السينمائي، لأن السينما - برأيه - هي الصورة. عن الأفلام المناسباتية قال حازورلي، أنه يتوجب صناعة أفلام أكثر مع تنويع المواضيع، رغم أن ثورتنا لم تحظ بما تستحقه من التناول، فهي عظيمة بتضحيات شعبها ما أعطاها غنى دراميا. ومهما أنتجنا من أفلام فلن يكون كافيا وواجبنا كمخرجين إيصال الصورة واضحة للأجيال القادمة وتعريفهم بتضحيات أجدادهم وتوعيتهم بأهمية المحافظة على المكاسب التي تركوها لنا. عن سؤال طرحته «الشعب» حول مسؤولية المخرج في البحث عن منتجين وممولين لأفلامه وعدم انتظار وزارة الثقافة فقط، قال محمد حازورلي إن هذا ما يجب أن نصل إليه وسنصل، بإذن الله، من أجل صناعة سينمائية جزائرية تعيد لهذا القطاع بريقه السابق. كما تحدث المنتج المنفذ للفيلم بودومة سليم، صاحب مؤسسة انتيراس للإنتاج، عن ميزانية الفيلم التي قاربت 120 مليون دينار وهي أضعف ميزانية، بحسبه، أعطيت لفيلم في إطار الخمسينية. أما عن الإنتاج والاستثمار في المجال الثقافي، فقال إنه من الصعب الحديث عن استثمار في المجال السينمائي، في ظل عدم وجود قاعات للسينما وغياب ثقافة سينمائية في المجتمع الجزائري. وعن الصعوبات التي واجهته، تحدث بودومة عن صعوبة بناء استديوهات وتوفير ملابس وإكسسوارات تلك الحقبة الزمنية لعدم وجود هيئات خاصة تعنى بالموروث الثقافي وتحفظه من الاندثار.
