تحوّلت نافورة البريد المركزي ومنذ حلول فصل الصيف إلى مسبح على الهواء الطلق، حيث باتت مقصدا للأطفال الذين يصطافون حولها يوميا بغرض السباحة والاستمتاع بمياهها، خاصة مع موجة الحر التي تشهدها الجزائر منذ أيام في ظل افتقادهم للإمكانيات المادية من أجل التنقل إلى الشواطئ، وهي الظاهرة التي امتدت إلى أطفال باب الوادي وبدرجة أكبر البلديات الداخلية بالعاصمة بعدما كانت تقتصر على المدن الداخلية للوطن. "المسبح المجاني" وهو الاسم الذي أطلق على النافورات بعدما تضاعف عددها بمختلف مدننا وأحيائنا لغرض التزيين، حوّلها العديد من الأطفال خاصة منهم الذين يتعذر عليهم الاستمتاع بنسمات البحر لبُعد المكان أو قلة الإمكانيات المادية، وإن كانت الظاهرة تقتصر في الماضي على أطفال المدن الداخلية البعيدة عن الشريط الساحلي، فإنها امتدت مؤخرا إلى غاية عاصمة البلاد وحتى بالبلديات الساحلية التي لا تبعد عن الشواطئ كوسط العاصمة على سبيل المثال لا الحصر وباب الوادي، فنافورة البريد المركزي التي تشغل حيزا هاما بوسط العاصمة تحوّلت إلى مسبح على الهواء الطلق، يفر إليها الأطفال من مختلف الأعمار قصد الترويح عن النفس وأخذ قسط من الانتعاش بدون دفع أي مقابل أو حتى وجود مراقبة تفرض عليهم ترك المكان، رغم أن هذه الأخيرة وجدت لأجل التزيين. المشاهد التي باتت تتكرر بمدننا وحتى السياحية منها كتيبازة مثلا، أعطت صورة غير حضارية تتطلب إيجاد حلول سريعة للظاهرة حتى لا تتفاقم وتتحول لعادة، كفرض عقاب على المخالفين، وبناء مسابح نظامية حفاظا على تلك المكتسبات التي يجعلها الغرب لوحة فنية تضفي رونقا على المدن كما يستغلها الزوار لأخذ صور قربها.