يبدو أن مدرب المنتخب الوطني، جمال بلماضي، مجبر على إجراء عملية غربلة في تشكيلة محاربي الصحراء، لاسيما أن بعض اللاعبين والنجوم إن صح التعبير، خيّبوا آمال الجماهير ومدربهم في مباريات داخل أو خارج الجزائر. النجم رقم واحد الآن في تشكيلة الخضر ،هو رياض محرز، الذي تنقل في صفقة كبيرة إلى نادي مانتشتسر سيتي، الصيف الماضي، بعد سنوات قدم فيها الكثير مع نادي ليستر سيتي، وهو يقدم مستويات طيبة من لقاء إلى آخر مع أحد عمالقة "البيرمر ليغ" وعوض أن يكون قائدا لسفينة الخضر ومركز القوة، فقد بات محرز من بين نقاط ضعف الفريق الوطني في الآونة الأخيرة. والمباريات الثلاث الأخيرة للمنتخب في تصفيات "كان" 2019، ظهر فيها محرز بعيدا عن مستواه، ففي مواجهة غامبيا في العاشر من سبتمبر الماضي، كان محرز وبعض زملائه خارج الإطار تماما، ولم يشكل أي خطورة على دفاع المنافس في مناسبة أو اثنتين فقط. وفي لقاء البينين، يوم الجمعة الماضي، على أرضية ملعب مصطفى تشاكر، كان أداء محرز باهتا، رغم توفر كل الظروف الملائمة لتقديم مباراة كبيرة، ليخرجه جمال بلماضي في الشوط الثاني، ليتحرر الظهير المتألق عطّال على الجهة اليمنى، ويحتل كل الرواق ليصنع عدة فرص خطيرة. وبعد مباراتين اقتنع بلماضي بأنه لا جدوى من الاعتماد على محرز منذ البداية، ليجلسه على دكة البدلاء في المباراة الثلاثاء الماضي، وهي رسالة إلى كل اللاعبين وأيضا لتحذير نجمه ودفعه إلى إخراج أفضل ما لديه، ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد دخل محرز في الشوط الثاني، وحافظ على مستواه الباهت ولم يقدم شيئا بل كان عبئا على التشكيلة. وإبعاد محرز من التشكيلة نهائيا أو إبقائه في دكة البدلاء، لن يضر الخضر، بل على العكس، لاسيما أن دكة البدلاء تعج بلاعبين يمكنهم تقديم إضافة كبيرة للمنتخب، وهم متعطشون إلى اللعب على شاكلة سفيان فغولي وآدم وناس، اللذين قدما الإضافة اللازمة للتشكيلة أمام البينين، وكسبا ثقة بلماضي، عكس محرز وغزال. ويبدو أن المسؤول عن العارضة الفنية للخضر سيكون مجبرا على إشهار سيف الحجاج، لإبعاد بعض الأسماء التي ضرها أكثر من نفعها في تشكيلة المنتخب الوطني، على غرار بن طالب، تايدر، محرز، غزال.
