استبشر الفلاحون خيرا بالأمطار الأخيرة التي لا تزال تتساقط منذ منتصف الأسبوع الجاري على مختلف المناطق الشمالية للوطن على أن تمتد إلى غاية اليوم خاصة وأن بعض الولايات الشرقية والوسطى للوطن تعدت بها الكميات أكثر من 80 ملم، مبددة بذلك مخاوف أصحاب اليد الخضراء من الإعلان عن موسم جاف بالموازاة مع شح الأمطار الذي لازم الفترة الشتوية الماضية لأكثر من شهر ونصف من شبه جفاف. وقدم الخبير في تثمين الموارد الزراعية وتقني في الفلاحة حاج هني في تصريح ل "الشروق"، شرحا مبسطا لمراحل نمو النباتات بشكل عام في حالة تعرضها للجفاف، مشيرا إلى أنه عندما يكون نصيب من شح في الأمطار واشتداد في الحرارة، تشتد النباتات وتتعرض للتضييق وهنا تبدأ في البحث عن الماء تحت الأرض ومنها المياه الجوفية بنزول عروقها إلى الأسفل أكثر، ويضيف المتحدث أن الحديث عن الجفاف غير وارد لأنه لم يحدث أن سجل ذبول للنبات بشكل كلي وظاهر لدينا خلال الفترة الأخيرة رغم شح الأمطار، فلم يسجل تيبس وجفاف للتربة والعروق معا لأن الفترة لازمها بعض البرودة في الطقس فضلا عن تشكل بعض من الرطوبة بمنطقة التل على وجه الخصوص. ولم ينف المتحدث تسجيل فترات من الحرارة واشتد معها الاخضرار، في وقت اكتمل محصول البرتقال المتأخرة في موعده كما لم تتأثر محاصيل الخضر والفواكه من شح الأمطار خلال الفترة الماضية ما بين شهري فيفري ومارس شأن منتج البطاطا. أما بخصوص الحبوب، فأكد المختص أنها تأثرت بنصيب من هذا الجفاف حيث اشتدت عروق النبتة غير أن أمطار الربيع الأخيرة أنقذت المحصول لذهابها مباشرة إلى حبات السنابل التي تعتبر مثل هذه الفترة من حياة نموها بالمثلى للتغذية بالماء، وهنا يقول المتحدث إن الحبوب تتطلب المياه من الآن فصاعدا لنموها، فالأمطار والبرودة والثلوج الأخيرة أعطت متنفسا إيجابيا للموسم الفلاحي الذي أنقذ من الفشل، معللا نجاح الموسم بشكل مريح في حالة تسجيل نصيب آخر من الأمطار منتصف أفريل المقبل. يذكر أن الأمطار عرفت شحا في التساقط خلال فترة الشتاء بعدما استثنت شهر جانفي مقابل فترة فاقت الشهر والنصف أي كل أيام فيفري وإلى غاية منتصف شهر مارس الجاري من شبه جفاف لاح في الأفق وكاد بعده الإعلان عن موسم جاف لولا الاضطراب الجوي الأخير النشيط الذي كان محملا بأمطار معتبرة لا سيما على المناطق الشرقية للوطن التي سجل بها أكبر تساقط فاق ببعض الولايات 100 ملم مع تسجيل هطول للثلوج على المرتفعات التي زاد علوها عن الألف متر، وهي الأوضاع التي أعادت الطمأنينة للفلاحين الذي يعتبرون مثل هذه الفترة من التساقط الأكثر نفعا لمختلف المحاصيل الزراعية والحبوب على وجه الخصوص.