كثيرا ما تحدث خلافات بين الجيران وحتى الأقارب بالقرى والمداشر بالبويرة أو غيرها من المناطق بسبب بقرة رفست وخرّبت الزرع، أو حمار أتلف أوراق الأشجار المثمرة والتهم بعضها، أو بسبب صيحة "ديك بلدي" أفزع الغارقين في النوم فجرا، حيث يتدخل الآخرون لوضع حد نهائيا للخلافات لتجنب وصولها إلى أروقة العدالة، لكن بالمدن الكبرى الأمر مخالف تماما حيث كثيرا ما يستنجد الضحايا بالعدالة للمطالبة بالتعويض. وتكثر مثل هذه الحوادث خاصة خلال موسم جني الزيتون والمتهم بالطبع ليس الفلاح ولا الذين يرافقونه لجني الزيتون بل هو دائما الحمار "بطل الموسم" الذي يأتي على الأشجار، ولا ينتهي الموسم في الكثير من الحالات إلا بتسجيل شكاوى لدى العدالة أغلبيتها يغلبها طابع الطرافة والغرابة، وكثيرا ما نجد أصحاب البدلة السوداء يدافعون وبشراسة عن الحمار الذي رافق أهله الى الحقل لجني الزيتون، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث يجر الحمار من دون قصد صاحبه للوقوف أمام العدالة. حمار جائع يتسلل إلى بيت مواطن ويحدث طوارئ ومن بين القضايا الغريبة والمطروحة مؤخرا قضية تورط فيها حمار اعتدى على مرافقة صاحبه إلى حقل الزيتون غير البعيد عن قريته بضواحي البويرة، حيث تفاجأ في أحد الأيام مواطن بدخول قوائم حمار من سقف منزله الترابي، ولأن المنزل محاذ لهضبة ترابية ومبني على حافتها، انتقل الحمار الجائع إلى سقف المواطن الفقير ليرعى بعض العشب الطري الذي نبت في السطح، وبما أن السقف من تراب وتبن، ومبلل نوعا ما، تكسر السقف الهش وانسلت أرجل الحمار للداخل، فأصاب الهلع صاحب المنزل وزوجته وظنا أنه جن، حيث خرج يصرخ مرتعدا طالبا للنجدة، وبعد حضور المواطنين المسعفين، اتضح أنه حمار عادي رمادي اللون كان يسعى لكسب قوته وهو ملك لصاحب الأشجار، فأقسم عليه أن يصلح السقف أو يشتكي للعدالة، وفعلا، تم ترميم السقف من طرف صاحب الحمار الذي حاول التسلل لمنزل الجار، وهذا طبعا بعد تدخل العقال وكبار القرية، لكن بعد بضعة أشهر تفاجأ صاحب الحمار من تلقيه استدعاء من طرف العدالة للنظر في قضية إتلاف ملك الغير. شكوى بسبب صيحة ديك بلدي هدّد مواطن صاحبة روضة بالبويرة بتقديم شكوى ضدها والسبب تواجد ديك مزعج داخل الروضة والذي سبب متاعب كبيرة لعائلة هذا الأخير بسبب صيحاته المستمرة وهم نيام، وكان هذا الأخير قد أنذر صاحبة الروضة عدة مرات لإيجاد حال للديك المتواجد في حديقة الروضة والذي تعلق به الأطفال كثيرا، وأمام إصراره، اضطرت هذه الأخيرة إلى ذبح الديك المزعج للجار خلال رأس السنة الأمازيغية لتفادي الوقوف أمام العدالة بسبب صيحة ديك! شاب أمام العدالة لتسهيله فرار "قطة" ومن بين القضايا الغريبة التي تحمل طابع الطرافة قضية سيدة في مقتبل العمر "عاشقة" للقطط ، حيث قررت التنقل لقضاء العطلة الصيفية بالجارة تونس، لكن حدث طارئ لقطتها المدللة ما جعلها تؤجل الرحلة إلى غاية تماثل "ميمي" للشفاء وبعدها اتصلت بقريبها لتترك لها الأمانة، وكانت صاحبتها تتصل في كل لحظة لتتكئ على صحة "صغيرتها" وخاصة لتذكر قريبها بنوعية وكمية الأكل الذي يجب عليه أن يقدمه للقطة، لكن ذات يوم وقع ما لم يكن في الحسبان حيث كان هذا الأخير منشغلا في الدردشة الالكترونية فاستغلت القطة الفرصة لمغادرة المكان من دون رجعة، فأسرع ليخبر صاحبتها والتي قاطعت عطلتها السنوية وعادت أدراجها إلى الجزائر، حيث باشرت عملية تمشيط وبحث واسعة عن "ميمي"، وأكثر من ذلك قامت بتعليق إعلانات بكل الشوارع وبأكبر الصفحات الفايسبوكية متبوعة بتقديم مكافأة معتبرة لكل من يدل على مكان تواجد القطة، ولما نفد صبرها قامت بتقديم شكوى ضد قريبها بحجة تواطئه في فرار القطة المدللة، ليجد المسكين نفسه أمام العدالة، وأثناء محاكمته لم تطلب الضحية تعويضا ماديا وأكثر من ذلك رفضت السماح له بل طلبت وأسرت على ضرورة استرجاع القطة. اجتماع طارئ بالقرية بسبب "نهيق حمار"! ذات يوم عقدت لجنة عقلاء قرية اجتماعا ليليا طارئا، بالطبع ليس من أجل النظر في قضية استعجالية أو للفصل فى خلاف بين عائلتين، بل الاجتماع كان بسبب "نهيق الحمار" والذي تبين أنه سبب متاعب كبيرة للمشتكي والذي لديه حساسية كبيرة لأسباب غير معروفة ضد أصوات الحيوانات، حيث لم يعد يتحمل صوت حمار جاره والذي يرعبه حتى في أوقات الليل، وأرسل رسالة كتابية لرئيس لجنة القرية وأعطاه مهلة 24 ساعة لإيجاد حل للحمار المزعج مع تهديد بتقديم شكوى ضده لدى الجهات القضائية، بالطبع المجتمعون ليلا تعذر عليهم إيجاد حل يرضي الطرفين خاصة وأنه من المستحيلات السبعة إقناع الحمار على التوقف عن "النهيق" خلال ساعات النوم، فطالبوا من صاحبه إما بيعه أو إبعاده عن القرية، فاختار هذا الأخير الحال الثاني حيث شاركه السكان في بناء كوخ بمخرج القرية لإبعاده عن ازعاج الجار الذي لا يتحمل نهيق الحمار لأسباب مجهولة. شاب يعتدي على "مير" بلديته قضى على كلبه تعرض "مير" إحدى البلديات إلى الاعتداء من طرف شاب داخل مكتبه ما أدى إلى تدخل الكثير من الجهات لتسوية الخلاف الذي وقع لما قامت البلدية بتعليق إعلان لمباشرة عملية القضاء على الكلاب الضالة والمتشردة، حيث اكتشف الشاب أن كلبه من فصيلة الراعي الألماني قد تم القضاء عليه خلال العملية، وهو ما لم يتقبله، فأسرع إلى مكتب "المير" وأشبعه ضربا ولحسن الحظ تدخلت عدة أطراف لتسوية المشكل وديا وأجبر "المير" على تعويض الشاب ماديا من دون اللجوء إلى العدالة.
