تشهد عديد غابات ولاية تيبازة وحتى مساحاتها الخضراء هذه الأيام، تدفقا بشريا ملحوظا خاصة بعد قرار والي الولاية الذي فرض بغلق مختلف الشواطئ المرخصة للسباحة تماشيا والإجراءات الوقائية تجنبا لانتقال العدوى من فيروس كورونا لا سيما بمثل هذه الوجهات التي تعرف عادة إنزالا كبيرا بالموازاة مع ارتفاع درجات الحرارة. المتجول هذه الأيام قرب المساحات الخضراء ومداخل الغابات القريبة من شواطئ ولاية تيبازة، يلمح التواجد البشري الكبير سواء من طرف العائلات أو مجموعات من الشبان قصد الترويح عن النفس والابتعاد عن المخلفات السلبية للحجر الصحي الذي ترك آثارا غير محببة لدى الكثيرين وفي مقدمتها "النرفزة" والملل بسبب الروتين اليومي بين جدران المنزل منذ فرض الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، هذه الأخيرة التي أجبرت السلطات على غلق الشواطئ خوفا من انتشار العدوى مع اقتراب موسم الاصطياف الذي يعرف توافدا كبيرا للمصطافين قادمين من مختلف الولايات باتجاه الشواطئ.. وإن كانت مختلف الوجهات الساحلية للوطن قد حذت حذو قرار غلق الشواطئ شأن تيبازة، وما خلفه القرار من استياء للمواطنين الذين اعتبروا أن البحر كان ملجأهم الوحيد لتفريغ طاقاتهم السلبية جراء مخلفات جائحة كورونا غير أنه وبالمقابل وجد بعضهم منفذا آخرا بعدما فروا جماعة وفرادى إلى وجهة أخرى لا تقل من حيث طبيعتها الخلابة وجوها النقي عن البحر.. فالغابات أصبحت بديلا عن الشاطئ بتيبازة هذه الأيام لتغيير الأجواء، فضل بعض المواطنين استغلال تواجدهم بها لتنظيم فطور من الشواء فوق الجمر واحتساء قهوة أو شاي بعيدا عن "حبس الدار" حيث لا تزال غابة السعيدية ببوهارون ومساحة الطريق السريع لبواسماعيل وقرب الكوالي فضلا عن غابات مسلمون، قوراية وشرشال المطلة على البحر بالجهة الغربية لتيبازة تستقطب يوميا عائلات، والعدد مرشح للارتفاع لا سيما بعد تأجيل فتح موسم الاصطياف الذي مر تاريخه المفترض في الفاتح من جوان الجاري إلى غاية إشعار آخر ستحدده السلطات العمومية في حالة التخلص من الوباء وتداعياته.