ناقشت محكمة الجنايات بالدار البيضاء، الإثنين، ملفا جنائيا خطيرا يخص شبكة إجرامية تنشط في مجال بيع واستيراد وتهريب المخدرات عبر دول مغاربية، منها المغرب وتونس، مرورا بالجزائر، تضم 23 متهما من مختلف الجنسيات، حيث يتولى دركيّ تمريرها بالحواجز الأمنية مستغلا وظيفته لتفادي تعرض المركبة للتفتيش، بالتنسيق مع البارون الملقب ب"الحاج"، هذا الأخير كان مهندس عمليات تهريب قناطير القنب الهندي بمنطقة مغنية، وشحنها على ظهور الحمير ثم وضعها بسيارة خاصة إلى غاية وصولها نحو العاصمة ثم تبسة. وكشفت تصريحات المتهم "ب، ل"، وهو دركيّ سابق عن مخططات العصابة والطريقة التي انتهجتها خلال نشاطها الإجرامي، بعد أن يتم شحن المخدرات بمغنية ويتكفل هو بنقلها مقابل مليوني سنتيم لكل واحد كيلو غرام، واعترف المتهم أنه قام بعدة رحلات نحو مناطق مختلفة بالوطن، فيما يقوم كل واحد من أفراد الشبكة بدوره من النقل والتوزيع والترويج وكذا جمع العائدات المالية لضخها في حساب بنكي، وجزء يتم تحويله عن طريق صراف بالمعبر الحدودي لاقتناء مادتي المازوت والبنزين وكذا التبغ والتمور، من أجل إعادة إدخالها إلى المغرب. وحسب الملف، فقد تمكنت المصالح الأمنية وفرقة مكافحة المخدرات من تفكيك خيوط الشبكة بعد افتضاح مكان تسليم آخر صفقة لهم على مستوى محطة البنزين بمنطقة بوفاريك، وحجز 28 كيلوغراما، كما أحبطت عملية لتسليم مبالغ مالية معتبرة فاقت ملياري سنتيم كان أحد المتهمين قد تولى نقلها، وحجز ما يفوق قنطارا ونصف من مادة القنب الهندي. كما توصلت التحريات إلى أن العصابة قامت بعدة صفقات بين الجزائروتونس، وجاء ذلك في إطار اعترافات المتهم "ب،ل" الذي صرح بأن أفراد العصابة قاموا بعدة صفقات لتهريب المخدرات نحو الجزائر تحت إشراف بارون مغربي يلقب ب"الحاج"، نصفها يروج بالعاصمة وضواحيها، فيما تنقل الكمية المتبقية نحو تونس عبر ولاية تبسة، بالتنسيق مع رعايا تونسيين، كما استخدموا عبارات مشفرة خلال التواصل فيما بينهم. واستطاعت الشرطة تحديد هوياتهم انطلاقا من سجل المكالمات الهاتفية، وقضت المحكمة بتوقيع عقوبات تراوحت بين ثلاث و7 سنوات سجنا نافذا، فيما استفاد آخرون من حكم البراءة.
