بداية سنة 2020 كان صعبا ونهايتها يبدو أنها ستكون أصعب، على الرغم من استبشار العالم بتطعيم قد يعيد للعالم طعم الحياة. نهاية الكابوس لم تحِن بعد، بل وقد جاء متوعدا بنشر سلالات جديدة بدأت ترعب الجميع وبات الوباء ليس هو كل شيء مع تزايد التوتر في العالم في كل الأشياء.. نهاية سنة 2020، هي نهاية ولاية ترمب الأولى التي عرفت أعتى النكبات على القضية الفلسطينية والعالم بأسره بدءا من الحصار الاقتصادي المطبق على إيران ومنع بعض الأجانب والمسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، ثم انتشار الفيروس في العالم وفي أمريكا بالذات بشكل غير مسبوق بسبب تهوُّر المسئول الأول عنها و"جياحته" إزاء الجائحة.. وانتهاءً بالخروج الأمريكي عن القواعد والأصول والقوانين والأعراف الدولية بأن ترك الباب مشرعا في باريس وخرج ترامب من اتفاقية المناخ، مهدِّدا حياة العالم بأسره، وضرب حصارا حتى على حلفائه في أوروبا.. وشيْطَن الصين وكل من تهوى أنفسهم "الهواوي" أو تتكتك لهم قلوبهم ب"تيك توك".. حربٌ شعواء في كل الاتجاهات.. اشتغل كتاجر على الابتزاز والضغط والتهديد بكل الأسلحة غير الحربية.. من الخليج إلى فيقيق.. استعمل الترغيب والترهيب وشجّع إسرائيل على المُضيِّ في ضمِّ الجولان وأراضي الضفة حتى نهر الأردن.. مارس التهويد قبل اليهود.. ونقل السفارة إلى القدس باعتبارها تدجيلا، مكان "الرانديفو" الموعود. 4 سنوات من الترامبية التي أسست لثقافة سياسية، غير سياسية بالمرة، ستنقضي مع نهاية سنة 2020، وبالذات في ال20 في العام 21. احتفالات نهاية السنة الكبرى، تتقلص إلى الحدود الدنيا في العالم الغربي المسيحي، مما يعني تقلُّصا تجاريا واستهلاكيا وسياحيا، وبما يعني أن نهاية السنة ما هي إلا بداية لحقبةٍ جديدة قد تمتد سنوات تحت حكم الرئيس الأمريكي المنتخَب، يقضى فيها معظم وقته وجهده في تفكيك الألغام التي زرعها سلفُه غير الصالح قبيل مغادرة البيت الأبيض.. الرئيس المغادر الخاسر، الذي لا يزال يعيش الوهم وحالة إنكار مرَضية يعتقد فعلا أنه لا يزال وسيبقى رئيسا لأربع سنوات أخرى ولا يؤمن بغير ذلك.. وسيستمرُّ في إذكاء نار الانتقام.. بكل الطرق.. وقد بدأت الطرق تطرق الأبواب.. والشوارع. نهاية سنة 2020، تحمل أوجاعا في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والصحراء الغربية.. وفي العالم الذي يرفض التطبيع والبيع بلا مقابل.. لكنَّها أيضا نهاية سنة كل المحاذير من اندلاع نزاع بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل وحلفائهما بالمنطقة من جهة أخرى قبيل رحيل الرجل الأصفر من البيت الأبيض. 25 يوما، سيبقى خلالها الكل حابسا أنفاسه: إيران ترفض دخول لعبة الاستفزاز لتعقيد العودة إلى الاتفاق النووي وتضبط النفس وتضبط الساعة على 20 جانفي 2021. لن تردّ، حتى ولو هي تعضّ أنامل الغيظ وستختار حتما وقت الرد المناسب.. ولا يُستبعد أن تختار الساعة الصفر يوم التنصيب. الردّ لن يكون بالضرورة مباشِرا، لكن الانتقام مبرمَجٌ وقادم، وسيخرج ترامب غير فاهم لما يحصل، وستحصل أشياء قبل خروجه بالتأكيد، كونه لا يزال يعتقد أنه عليه أن يحارب سرقة مزعومة لفوز "عظيم".. وسيخرج صاغرا.. وسيتنفَّس الناس الصعداء بعد 6 أشهر من رحيله.. وباء وسياسة، لكن هذا لن يكون بالسلاسة المنتظرة: أنصاره يشحذون الهمم والسكاكين.. وانفجار "ناشفيل" قد لا يكون الأخير.. عناوين رد محتمَلة من اليمين المتطرف المناصر للترامبية التي أعادت تصنيف أمريكا ضمن دول الاتحاد الإفريقي.. بسبب سلوك وعقلية ترامب "الواحدية".. وهو الذي عظم في مخه تجربة "ديكتاتوره المفضل" على حد تعبيره، عن تجربة مصر السيسي.