لا يزال الجدل قائما حول شرعية عيد "الحب" وتبادل الهدايا وعبارات التهاني بحلوله، ومع ذلك لا يمكن لأحد أن يخفي مظاهر الاحتفال به في أغلب الدول بما فيها المسلمة، ما عدا البعض ممن يعدون على رؤوس الأصابع. وعلى الرغم من تهافت الشعوب على الاحتفال ب "السان فالنتان" الذي يصادف الرابع عشر فيفري من كل سنة، إلا أن هناك دولا تمنعه، بل وتعاقب كل من يروج له ويجاهر بمظاهره في الفضاء العام، وهي: إيران عيد الحب في القاموس الإيراني عرف غربي مرفوض بتاتا، وتمنع السلطات أي مظاهر علانية له، لذلك يلجأ العشاق للاحتفال به بكل سرية ويشترون الورود والشوكولاتة قبل حلوله بفترة كي لا يكتشف أمرهم. إندونيسيا في إندونيسيا لا تمنع السلطات الاحتفال بعيد الحب، لكن رفض المجتمع ومعارضته يؤجج في كل مرة نار الاحتجاجات، ما جعل الكثير من المحافظات تمنع الاحتفالات. ماليزيا فى ماليزيا أصدرت فتوى دينية عام 2005 تحرم الاحتفال بعيد الحب وتجيز معاقبة العشاق، وبالفعل ألقت شرطة الأخلاق الإسلامية عام 2019 القبض على 80 شخصاً بتهمة الاحتفال بعيد العشاق وتمت محاكمتهم، ما جعل مظاهره تنعدم هناك. الهند فى الهند أعلنت الأحزاب السياسية عن رأيها في عيد الحب واعتبره البعض مرفوضا اجتماعيا، لذلك قامت دعاوى بجعله مقتصرا على المتزوجين والمرتبطين رسميا. باكستان في باكستان، يعتبر عيد الحب مرفوضا تماما، ليس من قبل السلطات فقط بل من المجتمع نفسه، وفي كل مرة تقع اشتباكات بسبب مظاهر شاذة عندهم كرفع البالونات وارتداء الأحمر وشراء الشوكولاتة. وعلى النقيض مما سبق، يحتفل عديد المسلمين بعيد الحب، ويمارس العشاق طقوسهم علانية في الفضاءات العامة، بل وتزدهر تجارة الورود والدببة والكعكات بشكل لافت، ولا تتدخل السلطات مطلقا لمنع أية مظاهر. ولأن هناك إجماعا عند كبار العلماء، خاصة من أتباع التيار السلفي على حرمة عيد الحب واعتباره مستوردا ولا يمت للمسلمين بصلة، فقد صنفت الفتاوى التي تجيزه بالشاذة، بل ويحيط بها الكثير من الجدل والغموض. دار الإفتاء المصرية تجيز الاحتفال والتهادي أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أنه لا يوجد مانع شرعي من الاحتفال بعيد الحب فهو حلال. وبخصوص تسمية الفلانتين بالعيد قال إنه ليس به مخالفة لأن المقصد من كلمة عيد يعني التكرار والإعادة وأي احتفال قائم، يجب أن يكون على ضوابط شروط وقيود الشرع. وأضافت أن النبي دعا في الحديث الشريف، الإنسان لإظهار الحب، ومفهوم الحب أوسع من العاطفة بين الرجل والمرأة، بل أعم وأوسع، مؤكدة أن لا تشابه في هذا الاحتفال بالتشبه بغير المسلمين. وشددت الدار على أن الاحتفال كله مقيد بألا يتم فيه أي نوع من الأشياء التي تخالف الشرع والدين. كذلك مظاهر التهادي والكلمات اللطيفة التي تقال في هذا اليوم، حلال شرعًا ما دامت تلك الكلمات مقيدة بالآداب الشرعية. داعية سعودي: قبول التهاني والهدايا مباح أفتى الداعية السعودي أحمد بن قاسم الغامدي، بأن قبول التهاني والورود الحمراء بعيد الحب الذي يصادف اليوم الأربعاء المصادف بدوره لتاريخ 14 فيفري من كل عام "مباح". وأعاد الغامدي نشر تصريح يعود لعام 2013:"لا مانع من تهنئة المحتفلين بالأعياد غير المتسمة طابع ديني كعيد الحب ونحوه، وقبول الهدايا كالورود الحمراء والمكافأة على تلك الهدايا بالورود، وقبول تهنئتهم أيضاً لنا بعيد الفطر وعيد الأضحى ما لم تكن لها دلالات عقدية مخالفة للإسلام". وأعاد الغامدي نشر تغريدة قديمة لعبد العزيز الموسى، وهو عضو الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام في مكةالمكرمة سابقا، يقول فيها "ما أتخذه الناس من الأيام عادة للتعبير عن شعورهم تجاه من يحبون، أو لتبادل الهدايا جائز لأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة،لا المنع والحظر".