يبدو أن مسلسل القطب الجامعي الجديد الكائن بأميزور على بعد نحو 20 كلم جنوب عاصمة الولاية بجاية، ما يزال يتحدث عن نفسه ويصنع المزيد من الفصول للعام الثاني على التوالي، اذ تفيد مصادر "الشروق" أن إدارة جامعة "عبد الرحمان ميرة" لبجاية بقيت عاجزة طوال هذه الفترة عن ايجاد الحل المناسبة لهذا القطب الجامعي الجديد الذي كلف خزينة الدولة 984 مليار سنتيم من دون أن يتم استغلاله بسبب رفض طلبة هذه الجامعة التنقل إلى هذا القطب الجامعي الجديد بداعي بعده عن المدينة. بعد قرار السنة الفارطة، نقل كلية العلوم الدقيقة إلى هذا الصرح الجامعي الجديد وما صاحب ذلك من انعكاسات سلبية على تمدرس طلبة هذه الكلية دخلوا في اضراب مفتوح عن الدراسة برفقة أساتذتهم، قبل أن يتقرر في الأخير إبقاء الكلية المذكورة آنفا بقطب تارڤة أوزمور الذي ولدت فيه، بعد ثلاثة أشهر من الإضراب وتدخل الوزارة الوصية، قبل أن يتم تكرار نفس المحاولة مع عائلة الأدب العربي من خلال ربطها إداريا بقطب تارڤة أزومور رغم تواجدها بقطب أبوداو، استعدادا لتحويلها إلى قطب أميزور الجديد، الأمر الذي أثار غضب أساتذة هذه الكلية الذين تنقلوا إلى غاية مقر الوزارة الوصية للاستفسار عن هذا القرار "الغريب"، معلنين في نفس الوقت دخولهم في اضراب مفتوح قبل أن تتدخل الإدارة مرة أخرى وتعلن إلغاء القرار، وتفيد آخر المعلومات المتحصل عليها أن إدارة جامعة "عبد الرحمان ميرة" قد عاودت هذه السنة المحاولة باختيارها كلية التكنولوجيا التي سيكون لها شرف مغادرة قطب تارڤة أوزمور باتجاه القطب الجامعي الجديد، وهو القرار الذي رفضه - حسب معلوماتنا دائما أساتذة وطلبة هذه الكلية جملة وتفصيلا، يأتي هذا رغم ظروف الراحة التي يمنحها قطب أميزور الجديد الذي وصفه وزير التعليم العالي بأجمل قطب جامعي على المستوى الوطني، اذ يوفر للطلبة والأساتذة على حد سواء أفضل المنشآت والمستلزمات، كما سيساعد تواجد هذا القطب خارج المدينة، الطلبة على التركيز والتفرغ للدراسة. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، اذ وإلى حد الساعة ما يزال هذا القطب الجديد تسكنه الأشباح، في ظل استحالة تجسيد مثل هذه المشاريع بمدينة بجاية نظرا لافتقارها للعقار اللازم، الأمر الذي دفع ببعض متتبعي "أزمة" القطب الجامعي لأميزور لتقديم مقترح إنشاء كليات جديدة على مستوى هذا القطب بدل محاولة نقل المتواجدة منها نحوه على غرار كلية الهندسة المعمارية أو حتى كلية تختص في الصناعات الغذائية التي تشتهر بها الولاية، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك باقتراحهم تحويل هذا القطب الجامعي إلى مستشفى جامعي، كونه تتوفر فيه جل الشروط الضرورية، خاصة ما تعلق بالهدوء، كما سيسمح هذا المقترح باستحداث كلية الطب بنفس القطب الجامعي، وهو ما سيسمح باقتصاد الأموال التي ستخصص مستقبلا لإنجاز هذه الكلية والمستشفى الجامعي الذي ما يزال في خبر كان.