ضاعفت منذ بداية الصائفة أزمة التزود بماء الشرب من عطش سكان العديد من القرى الموزعة عبر إقليم ولاية بجاية، بتكرر نفس السيناريو، إذ يعيش في هذا الصدد سكان قرية تالة أوقليل أفرا، التابعة إلى بلدية خراطة ببجاية، على وقع أزمة تزود خانقة بمياه الشرب. جفت حنفيات المواطنين بهذه القرية وأكلها الصدأ منذ أكثر من ثلاثة أشهر دون الحديث عن وضعية الخزان الذي كان من المفترض أن يمول سكان القرية بالمياه الصالحة للشرب، لكنه تحول مؤخرا إلى ملجإ لكل أنواع الحيوانات الزاحفة دون الحديث عن الروائح الكريهة التي تندلع من داخله- يؤكد السكان. وهو الوضع الذي جعل السكان والمواطنين يتكلون على أنفسهم في توفير هذه المادة الحيوية، عن طريق الصهاريج التي تعدى ثمنها 1200 دينار. وصرح أحد المواطنين بأن العطش الذي يتخبطون فيه هذه الأيام، هو نفسه الذي عايشوه صيف العام الفارط، متسائلين عن معنى أن يتجدد مشكل التزود بمياه الشرب بحلول كل موسم صيف مع ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قياسية بالرغم من وجود سد إغيل أمدى بتراب البلدية؟ ودعا السكان إلى ضرورة تدخل مصالح البلدية والجزائرية للمياه لإخراجهم من هذا الوضع الموصوف بالمزري والكارثي. وفي هذا السياق، ذكر العديد من السكان أن أزمة التزود بالمياه تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في ظل الارتفاع المذهل لثمن الصهاريج التي فرض أصحابها مبالغ خيالية دون حسيب أو رقيب زيادة على ندرتها في هذه الأيام نظرا إلى ارتفاع الطلب على مياه الشرب قبل أن يتساءل محدثونا: لماذا لا تزود السلطات المحلية المواطنين بالمياه الصالحة للشرب عن طريق صهاريج البلدية أو تلك التابعة إلى الجزائرية للمياه؟ وقد أكد السكان أن كل تحركاتهم لم تفلح في إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة بالرغم من طرح القضية على الجهات المعنية في العديد من المناسبات، منددين في نفس الوقت بصمت المشرفين على تسيير شؤون بلديتهم إزاء المشكل المطروح، حيث طالبوا بالتدخل العاجل للوالي من أجل تزويدهم بمياه الشرب، في ظل "الابتزاز" الذي يمارسه أصحاب الصهاريج وتحكمهم في قطاع مياه الشرب.