افتتحت سهرة اول امس، بمسرح الهواء الطلق القطب الحضري ببلدية المدية، الطبعة الثانية من التظاهرة الثقافية والفنية الموسومة بلمة الاندلس، بحضور غفير للعائلات والافراد من الجمهور العاشق للطرب الأندلسي . الموعد السنوي يندرج ضمن مساعي حفظ وتثمين الموروث الفني، المتمثل في الطرب الأندلسي الذي يعد من بين اعرق الفنون الموسيقية محليا ووطنيا، من خلال سهرة فنية استثنائية نبضت بأصالة التراث وعمق الهوية الثقافية الفنية الأصيلة. حيث كان فضاء مسرح الهواء الطلق خلال هذه السهرة الفنية ملتقى للمدارس الأندلسية الوطنية، من خلال مشاركة فاعلة لأزيد من 15 جمعية موسيقية تمثل المدارس الكبرى لفن الطرب الأندلسي من كافة أنحاء الوطن على غرار ولايات المديةمستغانموهرانبومرداس، الجزائر العاصمة، البويرة، البليدة، بوفاريك، شرشال، بجاية، القليعة، معسكر، جيجل ومدينة مليانة ما اسهم في بلورة رؤية ثقافية تسعى إليها مديرية الثقافة والفنون لتعزيز حضور الموسيقى الأندلسية في المشهد الثقافي والفني المحلي بالولاية، احياء لتقاليد أصيلة اختصت بها هذه الحاضرة الفنية، من خلال الاحتفاء بهذا التنوع الفني الوطني الاصيل المجسد بأداءات فنية راقية مزجت بين العراقة والأصالة والحداثة والتجديد والتي كان ركح مسرح الهواء الطلق حاضنا وباعثا لفعالياتها خلال سهرة فنية راقية تناوبت الفرق المشاركة على تقديم مقطوعات مختارة من مختلف الطبوع الأندلسية في عرض جماعي يعكس ثراء هذا الموروث وروح الت0لف بين أجياله ومدارسه وقد تميز الأداء بانسجام وتناغم بين مختلف الفرق المشاركة والذي أبان عن تكوين موسيقي قاعدي ركين ومؤسس يستشف من خلال أداء العازفين والمؤدين من مختلف الفئات العمرية. وقد عبر عدد من مسؤولي الجمعيات والأساتذة الموسيقيين عن أهمية مثل هذه المبادرات الفنية في صون الموروث الفني الوطني وضمان انتقاله بين الأجيال، بالإضافة إلى أهمية الاحتكاك بين مختلف المدارس الفنية في صيانة وتطوير الموسيقى الأندلسية التي رغم قدمها لا تزال تنبض بالحياة، وهي قادرة على التجدد وعلى جمع أبناء الوطن الواحد، على نغمة واحدة تنشد الجمال، وتؤكد على وحدة الثقافة الجزائرية في تعددها وتنوعها. وفي فصل آخر من فصول التميز والإبداع الفني الراقي لهذه السهرة الفنية، أطل الفنان سمير تومي أحد أبرز أعمدة الطرب الأندلسي والحوزي الوطني على جمهوره بباقة راقية من الوصلات الموسيقية والغنائية من رصيده الفني تجاوب معها الجمهور الغفير الذي غصت به المدرجات طويلا وتفاعل مع "الكوكتال" الفني المقدم في انطلاقة لبرنامج ثقافي وفني ثري ومتنوع وموجه لكل فئات المجتمع خلال موسم الاصطياف لهذه السنة.