يشكو أزيد من 10 فلاحين بناحية إينيرز الجهة الشرقية بين لشبور ولعديرة ببلدية غرداية من تصرّفات عدوانية قام بها شخص، وعون بلدي سائق متقاعد، الذي عاث فسادا في مستثمرتهم الفلاحية، باستخدام جرّافة ذات ملكية عمومية. حسب رسالة للفلاحين تحوز "الشروق" نسخة منها، فإن العون البلدي قام بالاعتداء على مستثمرة فلاحية باستعمال جرّافة ذات الحجم الكبير والسلاسل الحديدية، ترجع ملكيتها إلى بلدية غرداية، حيث جرف ما يقارب 600 شجرة زيتون، هي قيد الإنتاج، فتم كسرها وإسقاطها على الأرض، كما اقتلع نحو 150 نخلة بين صغيرة وكبيرة من جذورها. وقام العون البلدي بتخريب جميع قنوات المياه المخصصة لسقي تلك الأشجار، وجرفها والرمي بها فوق الأرض بعيدا عن الحقول، وحتى صهاريج المياه لم تسلم، فقد تم تهشيم بعضها، وتسويتها تماما على الأرض، وقام أيضا بهدم وتعطيل بئر تقليدي مخصص للسقي عن آخره، وتعطيل آخر برمي الأغراض فيه، وتهديم صهريج الماء الإسمنتي، وغرفة العتاد الفلاحي. وأوضح المتضررون أنّ آثار التخريب توحي أيضا بأن هناك سواعد استخدمت المعاول في تخريب المستثمرة الفلاحية، التي أنشئت منذ أزيد من ست سنوات، استفاد منها الفلاحون في إطار الحيازة على الملكية العقارية الفلاحية، بملفات رسمية مودعة لدى المصالح الفلاحية المختصة بالدائرة والبلدية، الأمر الذي حيّرهم من هذا الاعتداء فجأة، من دون سابق إشعار قانوني. وأكد مصدر عليم ل "الشروق" أن العون البلدي سائق الجرافة، كلفته البلدية بأشغال تهيئة مجرى الوادي المحاذي للمستثمرة الفلاحية، وحسب شهود عيان فإن السائق أخبرهم بأنّ ما قام به من تخريب جاء خضوعا لأوامر من جهات رفض كشفها. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الموضوع، تقرّبت "الشروق" من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية غرداية عمر فخار، الذي أكد أنه أرسل السائق لتهيئة ساقية الوادي، في إشارة منه بأن أعمال التخريب غير مسؤول عنها، مضيفا أنه لم يقم العون سوى بالاعتداء على شجرة زيتون واحدة فقط، جاءت على حافة مجرى الوادي، مضيفا أنه أمر بإيقاف الأشغال بعد معاينته لما حدث، مبرزا أن للموضوع خلفية صراعات بين عدة أطراف، الأمر الذي نفاه تماما أحد الفلاحين بقوله "ليس لدينا أي صراع مع أحد، لا مع الإدارة، ولا مع المواطنين". ويطالب الفلاحون المتضرّرون من الجهات الأمنية والقضائية فتح تحقيق في القضية، للكشف عن ملابساتها، ومحاسبة الجاني بتطبيق القانون عليه، وإلزامه بتعويض المتضررين، خاصة وأن الواقعة قضّت مضاجعهم، بعد أن أصبحت مستثمرتهم خرابا، والتي كانت جنة خضراء، أنفقوا عليها أموالا طائلة لسد لقمة عيشهم، والمساهمة في رفع الاقتصاد المحلي بمنتجاتهم، التي رأت النور في مدة قصيرة.