البلاد.نت- حكيمة ذهبي- تشابه التاريخ واختلفت الوقائع، في مثل هذا اليوم، بتاريخ 23 سبتمبر 1997 استيقظ الجزائريون يعدون "ذبحاهم" في مجازر بن طلحة، واليوم يستيقظون يصوبون أعينهم تجاه البليدة، أين المحكمة العسكرية تقتاد إلى أروقتها "رؤوس العصابة"، هم أنفسهم المسؤولون عن أمن وأرواح الجزائريين في تلك الحقبة السوداء. كانوا يعمدون إلى تذكير الجزائريين بتلك المجازر في كل سنة، توظيفا سياسيا يراد منه إبقاء الخوف في مواقعه، 22 سنة مرت على مذبحة بن طلحة، بالصدفة أو بغير ذلك، هو التاريخ نفسه تساق فيه "رؤوس العصابة"، إلى الحساب، في مشاهد لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تلقى مصيرها اليوم قبل الغد.
يوم تاريخي صوّب الجزائريون فيه أذهانهم نحو شاشات التلفزة الرسمية، بعد رواج إشاعات بأن المحاكمة ستكون مباشرة، وإن سبق لوزير الاتصال أن نفى ذلك في تصريح ل "البلاد"، إلا أن رواجها عبر مواقع التواصل الاجتماعين كان أشد وقعا، الجميع ينتظر ولو بث مقاطع تشبه تلك التي صاح لأجلها الجزائريون بتاريخ 5 ماي 2019، على حين غفلة رأوا "ثلاثي العصابة" يُقتاد إلى المحكمة العسكرية في مفاجأة دوّى لها الشارع وأثلجت لها الصدور التي خرجت منذ 22 فيفري تهتف: "الله الله يا بابا جينا نحو العصابة".
ظل الجزائريون متمسكين بضرورة مشاهدة فصول المحاكمة عبر التلفزيون، يبحثون عن مقاطع على الأقل، أحد المعلقين على "فايسبوك" قال: "نطالب بمحاكمة مفتوحة فالأمر يعني الشعب بالدرجة الأولى"، بالمقابل رأى مراقبون أن المحاكمة قد يتم فيها التصريح بأمور تمس الأمن الوطني وهو الذي يجعل بثها على المباشر صعبا. الظاهر أن لعنة أرض الشهداء تلاحق كل من أساء إليها، تزامنت محاكمة رموز "العصابة" باقتياد والي المسيلة السابق، الحاج مقداد، إلى فصيلة الدرك الوطني للتحقيق في قضايا فساد، ذلك الوالي الذي عرف بقضية "عياش البئر". "الحدث" غزا مواقع التواصل الاجتماعي، لرواد طالبوا بتسليط أقسى العقوبات ضد من وصفوهم ب "الخونة"، وآخرون رأوا في تزامنها مع ذكرى مأساة بن طلحة، عبرة للطغاة، وقال أحد المعلقين: "صدق من قال إن الأيام دٔوَل، يوم لك ويوم عليك، فاللهم أرنا فيهم يوما عبوسا قمطريرا".