تحتفي مدينة جنيف السويسرية هذه الأيام بثورة 1988 الجزائرية التي تعتبر أول ثورة شعبية عربية، وذلك في إطار الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الشرقي بجنيف الذي انطلقت فعالياته أمس وتستمر إلى غاية السابع عشر من الشهر الجاري، بمشاركة نخبة من السينمائيين الجزائريين على رأسهم مليك لخضر حامينا وعلي موزاوي. وقد خصص المهرجان في دورته الجديدة برنامجا مميزا للشباب والأقليات، مركزا كالعادة على إظهار الخصوصيات التي تتميز بها المجتمعات العربية، والتعريف بمزايا المجتمعات الشرقية وتنوعها، وطرح إشكالية الحدود بين الشرق والغرب،مانحا الكلمة للشباب والأقليات والفئات المهمشة بحكم الجنس أو العرق أو الدين، للتعريف بآرائهم ووجهات نظرهم للمجتمع السويسري والغربي على وجه العموم، حيث برمج المهرجان في رزنامته السنوية ما يقرب 80 فيلما تبرز صمود المواطن العربي في مواجهة الفساد ورغبته الحثيثة في التغيير بحثا عن الديمقراطية، حيث سيعيد عرس جنيف السينمائي إلى الأذهان ثورة شباب البيضاء التي اندلعت شهر أكتوبر من سنة 1988 من خلال عدسة المخرج مليك لخضر حامينا وهو نجل عملاق السينما الجزائرية والعربية الوحيد الحائز على سعفة كان الذهبية، وكذا الفيلم الأمازيغي "ميمزران، المرأة ذات الظفائر"، ومن بين هذه الأفلام التي تعكس هذا التوجه عن كثب، فيلمي "هيليوبوليس" و"ميكروفون" للمخرج المصري أحمد عبد الله، ومن تونس سيعرض المهرجان فيلم "ميكينغ أوف" للمخرج التونسي القدير نوري بوزيد والذي يعالج مسألة تجنيد الشبان التي تقوم بها الجماعات الإسلامية التي تستغل الأوضاع النفسية لبعض الشباب الذي يعاني من الإخفاق المدرسي أو الضيق الاجتماعي، إضافة إلى الفيلم الغربي "المنسيون" للمخرج حسن بن جلون، و"شو صار"، وكذا الفيلم القصير "غاراغوز" للمخرج الجزائري عبد النور زحزح. وفي ذات السياق، سيلقي مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف في دورته الجديدة الضوء على السينما اللبنانية التي أحدثت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، والتي حملت أحيانا رسالة للتعايش السلمي، وأحيانا أخرى العنف الشديد بين مختلف الطوائف الدينية والثقافية.