هو باحث في التراث، ينتمي إلى حركة شعراء العالم، كاتب ومبدع من طينة الكبار وشاعر مرهف الإحساس من الطراز الرفيع، تشعر وأنت تقرأ نصوصه وتطالع كتاباته مدى ارتباطه بالوطن، بدشرته ومنطقته، بالشجر وبالحجر، بالناس والتراث وبالشعر، لكن هذا لم يمنعه البتة من السفر، من التنقل والتجوال عبر أرض الله الفسيحة الأرجاء، اسمه يزيد بن هنو. ويلقب بالشاعر المتجول، لكونه كان ولما يزل دائم التنقل والسفر داخل وطنه الكبير الجزائر وخارجه أيضا، حيث سافر إلى أقصى الغرب، واستقر بالمغرب الأقصى الشقيق وكان له هناك جولات، ونشر بها كتبا صنع له اسما ومسارا بكده وجده وصدقه، وصار له أصدقاء عبر العالم. كما يطلق عليه أيضا ويلقب الشيخ اليزيد، وهو الاسم المتعارف عليه لدى الوسط الجمعوي الثقافي والعلمي، وهو اسم يدل على الحكمة دون شك، وهو من وضع المجتمع المدني الذي ينتمي إليه، لأنه منذ مدة طويلة وهو يعمل ضمن النشاط الجمعوي في دشرته وقريته “إغيل أومسد” ببلدية شلاظة بأقبو ببجاية الناصرية. منذ زمن الدراسة وهو نديم الكلمة ورفيق الشعر، يكتبه باللغات الثلاث الأمازيغية لغة الأم والعربية لغة الزاوية والقرآن والفرنسية لغة المدرسة. إلتقيناه في المهرجان الدولي الأخير “أروي لي الفنون” روكنتار 16 في طبعته السادسة عشر والتي جرت بقرية الساحل العامرة المضيافة ببوزغن بولاية تيزي عاصمة جرجرة، الطبعة التي كانت ناجحة بكل المقاييس، حسب المختصين وضيوف التظاهرة الثقافية الفنية السنوية. هو شاعر وأديب متعدد الكتابات ومتفرع الاهتمامات، ترجمت أعماله إلى الاسبانية. جاء إلى “راكونتار” يحمل أسفاره، كتبا قيمة بالأمازيغية، ترجمات لروائع لافونتان، وأشعار من نسج روحه وخياله ليقرأها لمتذوقي الشعر ضمن كوكبة من الشعراء في مقر “تاجماعت” بقرية “الساحل” الساحرة. كما قدم يعرض كتبه للناشئة ولمحبي الشعر. هو باحث وإعلامي وفاعل جمعوي وحقوقي، له عدة عناوين بالعربية “قصائد مائلات” عن دار ريشة الصام في 2015، وديوان بالعربية “من وحي الليل” صدر عن دار الوطن الرباط 2012 وصل إلى تونس وألمانيا والجزائر وأمريكا وفرنسا واسبانيا وترجمت قصيدة “الوقوف مع فلسطين” إلى الفرنسية. ولديه “اسفرا نتفسوت” أشعار الربيع وهو أول إصدار بالأمازيغية عن دار بغدادي في 2012، وله كتاب “شعلة الشعر” رأى النور في 2013، كما أن له مسرحية مستوحاة من أعمال شكسبير بعنوان “الكاتب والجلاد” في 2018 عن دار بغدادي أيضا. لديه أيضا كتاب “سوق الحكايات” وهو اقتباس لكتاب وقصص جون لافونتن العالمية من الفرنسية إلى الأمازيغية ونال على إثره دكتوراه شرفية بالمغرب الشقيق في 2015، وقد نشر هذا الكتاب في 2017 على حسابه الخاص. وفي 2018 تم إصدار ديوان “أشعار الربيع” بالأمازيغية طبعة ثانية منقحة. كما له كتب ورواية ستصدر في وقتها بعنوان “دعو سو القايد” أو “لعنة القائد” وهي تحكي عن مرحلة من تاريخ الجزائر زمن الاحتلال الفرنسي البغيض وعن تسلط القياد وتعود الرواية إلى زمن ثورة الشيخ أحداد، والمرحلة مثلما يؤكد الشيخ اليزيد خلدها الشاعر سي محند أو محند في أشعاره، ومحمد السعيد أمليكش في كتباته. ولدى الشاعر الشيخ اليزيد كتاب آخر بعنوان “يسكنني وطن” في اليمن وفيه دراسة نقدية ويتحدث عن الثورة السلمية والحراك وما يجري هذه الأيام في البلد من ثورة سلمية على الأوضاع. كما أن هناك كتاب قد صدر في 2018 عند دار الياسمين بمصر عنوانه “أصبح الصبح فلا ..” يتحدث عن الحرية والاضطهاد والمعتقلين السياسيين وفنانين وحقوقيين -يقول بن هنو- وفيه 66 مبدعا ومبدعة شاركوا بنصوص ومن بينها نصه الموسوم “سميت بشاعر” يقول فيها “أنا فقط، أطرّز الحروف لأخيطها قصائد، وأقطرها كالقهوة، في الفنجان أسكبها،لارتشفها مع همومي، وأدخن الجميع في سجارة لتحملها الريح، تزرعها في حدائق الشعراء…”. ينتمي يزيد بن هنو إلى حركة شعراء العالم، وهناك الكثير من النقاد الذين قدموا درسات نقدية لأعماله الإبداعية من العراق، السودان والمغرب، كما هي منشورة أعماله بتونس. ولقب برجل الثقافة 2016 بصالون مي الزيادة وجريدة الأهرام الثقافية. جائزة القلم الذهبي “مي زيادة” بالعراق مرتان ينوي شاعرنا أن ينشر بحثا حول أسطورة ششناق بدعوة من مكتبة الإسكندرية، كما أن لديه مقالات علمية حول “أفولي” كما سماه “ابوليوس” صاحب أقدم نص قصصي “الحمار الذهبي” ل”داووش” السوق أهراسي. ينشط شاعرنا برنامجا على النت عنوانه “جلسة ودردشة” استضاف فيها كتاب من العراق، مصر، الجزائر والمغرب ولبنان. لديه كتابات صحفية في الجرائد الورقية، وله مشاركات في إذاعة أمازيغية “نوميديا” و”بار تي في” وقنوات مغربية، وكان ضيف شرف “كاتب وكتاب” بالمغرب. عمل مع “جامعة المواطن” حول كيفية إدراج الأمازيغية في فرانس 24، وله علاقة مع جمعيات كثيرة وأمريكية وعمل مع معهد سرفنتس بالمغرب حول ترجمة نصوص امازيغية إلى الاسبانية. نال جائزة القلم الذهبي”مي زيادة” في العراق مرتين، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من مسابقات الشعر العربي بمصر وفي المغرب في 2015 نال الرتبة الثالثة في مسابقة شعرية بالأمازيغية، كما شارك في المنتدى الدولي لحقوق الإنسان بمراكش بالمغرب، ونضال اكثر من ثلاثون سنة في السياسة والثقافة والعمل الجمعوي. الكتابة رسالة تسامح وإنسانية لا يزال يزيد بن هنو مع الكتابة ومع الامازيغ حيثما وجدوا في النيجر، مالي سيوا وليبيا، يرافع يدافع عنهم ويحيا أمالهم. يرى أن الكتابة هي رسالة تسامح وإنسانية، وقد حاول رفقة عدد من المبدعين أن يخرج الأدب الامازيغي إلى العالمية، وتبقى اللغة عنده آية من آيات الله. يقر يزيد انه يجد صعوبة لكونه أمازيغي يكتب ويبدع بالعربية، كما يعترف أن كثيرا من أصدقائه ممن يكتبون بالعربية يتحسسون من الأمازيغية ويبقى هو سائر في طريقه لا يفرق بين اللغتين ويبقى جسرا رابطا بين الضفتين، أمازيغي يكتب بالعربية ولا مشكل هناك، هو سفر من خلال اللغة، يكتب الرباعيات والمسرحيات، ويرى انه على الإنسان أن يقبل الأخر مهما كان مختلفا عنه، وهو هكذا يبقى جوالا بإبداعاته وأحلامه وتوجهاته الإنسانية، يمشي ويبذر البذور التي ستنتج، هو شاعر جوال كما عرف في رحلته بالمغرب وبمدينة أدرار اعجنهم الأمر كثيرا، كما سمي بسفير النوايا الحسنة، ويرى ان مع الثقافة تكسر الحدود وتتلاشى. يبقى بن هنو جسرا بين الأمازيغية والعربية إبداعا وبين الجزائر والمغرب تقريبا للمسافات. هناك كلمات أمازيغية مستوحاة من القرآن الكريم، والمديح الديني في الطريقة الرحمانية، وقال أن الشيخ محمد الحسين كان يداوي بالكلام وبالقران الكريم، كان قويا في الكلمات، استعمل السيكولوجيا حتى سمي “أموسناو”. يقول هو عن نفسه بأنه فنان عالمي لا تهمه الحدود، هو ينشط ضمن وسائل التواصل الاجتماعي الفايس بوك وله إطلالات أدبية من إطلالاته، وكتاباته، الحياة مدرسة، كفاحي بالقلم، من قطرات الندى أرسم وطن الشعراء، كل يوم اتسلق جبال الصمت في بلاد الغوغاء، كثر الشعر وكثرت أسماء لعظماء في الفيسبوك حتى أصبحنا …انتهى الكلام ونام شهريار. في كتاب “أصبح الصبح فلا” وهي نصوص منتقاة من ضمنها نصه الشعري “سميت بشاعر” يقول فيها “أنا فقط، أطرّز الحروف لأخيطها قصائد، وأقطرها كالقهوة، في الفنجان أسكبها، لأرتشفها مع همومي، وأدخن الجميع في سجارة لتحملها الريح، تزرعها في حدائق الشعراء…”. يزيد بن هنو، أخيرا هو شاعر وزجّال بالعربية والأمازيغية، من مواليد 1973 بأقبو في منطقة القبائل. كتب “من عيونك استرق دمعات الحب، وأسكبهم في كأس من العشق لأروي نخب عمرنا لعلى أنسى قرحة الزمن للحظات ونعيش حلم الشعراء ونتزوج مع مخاض القصيدة ونلهو بالحرف والقافية هنيهة من الزمان ونركب موج الإلهام ونصافح ذاك الغزل”.