مع تسليم دولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس المدير العام السابق لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور إلى الجزائر ، تكون السلطات الجزائرية قد قطعت شوطا آخر في مكافحة الفساد الذي تفشى خلال مرحلة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، كما أن ولد قدور متهم بقضايا فساد ثقيلة مرتبطة بقطاع الطاقة وقد يكشف فيها عن مفاجئات كبيرة خلال محاكمته. ووصل عبد المومن ولد قدور أمس الأربعاء إلى الجزائر قادما من الإمارات التي سلمته للسلطات الجزائرية بعد نحو خمسة أشهر من القبض من طرف سلطات الدولة الخليجية، قادما من باريس. وأظهرت صورا بثها التلفزيون الجزائري، تسلم مصالح الأمن المدير العام الأسبق لسوناطراك فور نزوله من الطائرة بمطار هواري بومدين بالعاصمة، وهو مقيد اليدين. ويعتبر ولد قدور شخصية مثيرة للجدل في قضايا الفساد التي هزت الجزائر ليس فقط بعد رحيل نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة و لكن أيضا قبل ذلك و بالضبط في سنة 2007 عندما تم سجن ولد قدور على خلفية قضية ال " بي . ار . سي" وهي شركة جزائرية – أمريكية مختلطة تعمل في مجال البناء حيث اتهم ولد قدور، الذي كان يسيرها حينها، بالتخابر مع جهات أجنبية فضلا عن تضخيم فواتير مرتبطة ببناء المقر الجديد لوزارة الطاقة بوادي حيدرة بالعاصمة. وسرعان ما ابتسم الحظ مرة أخرى لابن تلمسان وخريج المدرسة العليا المتعددة التقنيات بالعاصمة ، عندما عينه الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة على رأس أكبر مجمع جزائري " سوناطراك" في مارس 2017 حيث بقي في هذا المنصب الى غاية تنحيته في 23 أفريل 2019 عندما كانت الجزائر لا تزال تشهد أحداث الحراك الشعبي و انطلاق محاكمة مسؤولين في قضايا فساد. وخلال إشرافه على فعاليات الاحتفال بتأميم المحروقات في 24 فيفري الماضي ، أكد الوزير الأول السابق عبد العزيز جراد إصدار أمر بالقبض الدولي ضد " المتسبب في قضية مصفاة اوغستا" في ايطاليا ، ولم يكن المقصود بهذا الكلام سوى الرئيس المدير العام السابق لمجمع " سوناطراك" عبد المومن ولد قدور الذي يعتبر مهندس شراء الجزائر لهذه المصفاة في 2018 بكلفة واحد مليار دولار بالرغم من قدمها و الصداع البيئي الذي سببته للسكان في صقلية بإيطاليا. وخلال شهر مارس الماضي ألقت السلطات الإماراتية القبض على عبد المومن ولد قدور بينما كان في رحلة بين باريس و ابوظبي لتفرج عنه بعد ذلك بكفالة مع منعه من مغادرة الأراضي الاماراتية ، وقبل ذلك كان ولد قدور يقيم في العاصمة الفرنسية باريس على اعتبار أنه يحوز أيضا على الجنسية الفرنسية إلى جانب الجنسية الجزائرية.