بعدما كان ينتظرها الملايين من الجزائريين، انتهت الأسبوع المنصرم الحلقة الأخيرة من المسلسل الدرامي، الذي كان بطلها عبد المؤمن خليفة أو كما يلقبونه الفتى الذهبي، بإدانته 18 عاما سجنا نافذا وغرامة مالية قيمتها مليون دينار وتبرئته من جريمة استغلال النفوذ، وإصدار الحكم على حاشيته ب8 سنوات سجنا نافذا وسنة غير نافذة في حق 18 متهما، فيما استفاد 53 متهما آخر من حكم البراءة، هذا المسلسل الذي تابعه الملايين وأنتظر الشعب الجزائري نهايته بشغف، أثار حفيظتهم من العقوبة التي كانت في حقه، معربين كيف لهم أن يبرؤوه من جريمة استغلال النفوذ بعدما نهب أموال الشعب العام وطار بها إلى الخارج. الجزائر الجديدة ارتأت الخوض في هذا الموضوع لمعرفة أراء الجزائريين حول العقوبة التي تلقاها الفتى الذهبي، وهل نهايته كانت عادلة في حقه أم أنها غير منصفة، هذه التساؤلات حاولنا معرفتها من المواطنين الجزائريين في الاستطلاع الذي قمنا به في الشارع الجزائري. عقوبة قليلة في حقه محمد طالب حقوقي، يرى أن العقوبة التي تلقاها الفتى الذهبي لم تكن منصفة في حقه وكان لابد أن تكون أكثر، فالبنسبة لي الذي يقوم بنهب أموال الشعب تكون عقوبته أكثر من ذلك، أما بالنسبة للطعن الذي سيقدمه محامي دفاعه حسب ماعلمنا من الجرائد، فهو طعن زائد فكيف لهم أن يطعن في الحكم، فمحاكمته كانت قليلة بالنسبة له، لأنه أخذ أموال الشعب خاصة الذين لم يكن لهم دخل وكان لهم سوى تلك النقود وضعوها في جعبة بنكه، لأنه كان محل ثقة بالنسبة لهم، ومن جهة أخرى عقوبته لم تعجبني بتاتا ولم أكن أتخيل أن يحكم عليه بهذه المدة، ف 18 عاما حبسا نافذا قليلة في حقه. محاكمة هزلية ونهاية مسرحية كنا نتابعها من جهته أكد عبد الرحمان موظف في مؤسسة خاصة، أن نهاية المسلسل الفتى الذهبي الذي كان يطلع عليه الشعب الجزائري يوميا لم يكن في المستوى إطلاقا، حيث يرى أن المحاكمة التي تلقاها عبد المؤمن خليفة كانت هزلية ومسرحية تابعها الشعب للإطلاع على نكتة جديدة تظهر كل يوم، فالعقوبة التي تلقاها الفتى الذهبي دليل قاطع على طوي القضية ونسيانها، خاصة وأنها فضيحة القرن لا يوجد أحد لم يسمع بها. الحكم كان عادلا في قضية القرن من جهتها أكدت الطالبة الجامعية في العلوم السياسية "سامية.ف"، بأن الحكم كان عادلا ويستحق الفتى الذهبي أكثر من هذه العقوبة، لأنه لم يكترث لما سوف يعانيه الشخص الذي أاتمنه ووضع نقوده في جعبة بنكه. الفتى الذهبي أخذ نصيبه السيد محمد متقاعد، يرى أن عقوبة فضيحة القرن، الذي كان بطلها عبد المؤمن خليفة، كانت منصفة في حقه، لأنه شوه سمعة الجزائريين وقضى على الثقة بين المواطنين والبنوك، وأحاط الأعين علينا، لذا العقوبة التي تلقاها كان يستحقها. الخليفة مجرم والإعلام أعطاه ثقة لايستحقها السيدة نادية مديرة مؤسسة تربوية، الخليفة مجرم في أعين الناس وأخذ عقابه ولا يستحق الثقة مجددا أو حتى الحديث عنه، إلا أن الصحافة الجزائرية أعطته قيمة لايستحقها. الرحمة للفتى الذهبي من جهته أكد السيد رشيد إطار في الدولة، أن عبد المؤمن خليفة إنسان طموح، وهذا ما أدى به إلى سقوط مملكته إلى الهاوية وكل إنسان خطاء، لذا لابد علينا من إعادة النظر حول هذا الحكم. الحكم الذي أصدره القضاء لايقنع الجزائريين ياسين موظف في مؤسسة عمومية يرى أن نهاية فضيحة القرن لم تقنعه بتاتا، و 18 سنة حبسا نافذا في حق الفتى الذهبي حكما متوقع خاصة بعدما حكم عليه في الخارج ب08سنوات وبهذا سيقضي في الجزائر 10 سنوات فقط، فهذا الحكم بالنسبة للجزائريين حكم مهزلي لهم وغير منصف، خاصة عندما يتصفح الشخص ملفات القضية من الأول يرى أن الحكم غير مقنع لأي أحد من الجزائريين. نهاية فضيحة القرن كانت متوقعة الآنسة صوفيا معلمة في الطور الابتدائي، ترى أن نهاية المسلسل الذهبي كان درامة مليئة بالمهازل وكل واحد أدى دوره باتقان وعرف كيف يمثل، فالعقوبة التي تلقاها 18 سنة حبسا نافذا عقوبة مهزلية بالنسبة لنا خاصة وأنه أخذ عقوبة 08 سنوات في الخراج وبهذا سيقضي فقط 10 سنوات، وعلى حسب الآنسة صوفيا فهي كانت تتوقع هذا الحكم، حيث صارحت صديقاتها بأن نهاية المسلسل سوف تكون هكذا وبالفعل كما قالت، ومن جهتها أكدت صوفيا أن القضية سوف تطوى فقط في الأيام القليلة القادمة عندما ينساها الشعب وينغمس في أمور أخرى، وهذا بطمس الكثير من الحقائق. العقوبة التي تلقاها الفتى الذهبي كما تسمونه لا تهمني الآنسة سميرة أستاذة في الطور الابتدائي، ترى أن الأحكام التي تلقاها عبد المؤمن خليفة لا تهمها ولايمكن لأي عقوبة أن تكون منصفة في حقه لأنه أخذ أموال الشعب وعندها لم يبالي بهم بتاتا، فكيف لي أن أبالي بالعقوبة التي تلقاها، من جهتها أكدت الآنسة سميرة أنها لم تتبع محاكمة الخليفة لأنه كان يسودها أكثر الدراما الفكاهية حسب الصحف التي كانت تنشر كل يوم تفاصيل المحاكمة، وبالتالي فمهما كانت العقوبة التي تلقاها فهي غير منصفة في حق الشعب الجزائري الذي نهب أمواله. القضية طويت بألغاز كان بإمكانها خفض العقوبة من جهتها تعتبر الزميلة بجريدتنا "الجزائر الجديدة" الصحافية مريم والي، التي قامت بتغطية أطوار المحاكمة خلال جلساتها ال 35، أن قضية " بنك الخليفة " وحتى بعد إسدال الستار عليها و النطق بأحكامها تبقى لغزا محيرا في محاكمة القرن التي تحمل الكثير من الشفرات، و بخصوص الحكم المسلّط على المتهم رفيق مومن خليفة و القاضي بإدانته ب 18 سنة سجنا نافذا، تقول أنه لا يمكنها أن تشكك في نزاهة العدالة و أحكام القاضي الذي حمل على عاتقه مهمة جدُ صعبة، إلا أنها تراها قاسية نوعا ما، خصوصا وأن جلسات المحاكمة تضمّنت شهادات كان بإمكانها أن تخفض عقوبته إلى أقلّ من ذلك ، بينها شهادة الأستاذ خالد بورايو الذي بنى مرافعته على عقدي رهن خليفة لفيلته و صيدليته من أجل أخذ قرض من بنك التنمية المحلية لتمكينه من تأسيس بنكه، وهو أساس تحرك الدعوى القضائية ضده، إذ أثبت بوارايو بالدليل القاطع، و بعد إجرائه خبرة على العقدين لدى أشهر الخبراء الدوليين، وهي الخبيرة الفرنسية " كاترين "، تأكيد هذه الأخيرة أن العقدان خرجا من مكتب قاضي التحقيق بلا ختم، وعادا إليه بختم أزرق، ما يثبت أن تزويرا حيك ضد الخليفة في الخفاء، لأن الختم الحكومي لا لون له غير الأحمر، و أكدت الصحافية مريم والي على لسان المحامين المتأسسين في القضية أنه بإمكان مومن أن يطعن في الحكم في غضون 8 أيام أمام المحكمة العليا، إلا أن طعنه سيحرمه من إجراءات العفو ، و في المقابل ستكون السنوات الثمانية التي أمضاها في إنجلترا بعد إفراغ مذكرة التوقيف ستحسب ضمن العقوبة المقررة في الجزائر، معتبرة أن غياب بعض مفاتيح القضية كبعض الوزراء مثلا ممّن تعاقبوا على وزارة المالية كمدلسي و تيرباش، أمر عرقل مهمة القاضي في الكشف على مزيد من الحقائق التي كان من الممكن أن تنير هيئة القضاء، مشيرة اعتقادها بخصوص الحكم أنه لن يزيد عن 10 إلى 15 سنة سجنا على أقصى تقدير.