ساهم المهرجان الدولي ما بين الثقافات للحكاية الذي اختتمت فعاليات طبعته العاشرة بوهران في تكوين جيل جديد من الحكواتيين سيعمل على الحفاظ على الحكاية الشعبية الجزائرية. واستفاد أكثر من عشرين شخصا من شباب وطلبة وممرضين ومسرحيين وأطفال من تكوين في مختلف جوانب فن سرد الحكاية من خلال الورشات المبرمجة في الطبعة العاشرة لهذه التظاهرة تحت إشراف حكواتيين جزائريين وأجانب تضيف رئيسة جمعية ترقية المطالعة لدى الأطفال "القارئ الصغير" جميلة حميتو. وتسعى الجمعية من خلال هذا التكوين إلى جمع الحكاية الشعبية الجزائرية للحفاظ عليها من الزوال وإثراءها والتعريف بها لدى الجمهور لتطوير مخيلة الناشئة من خلال تنظيم العروض وحلقات السرد وكذا استثمارها في المسرح كما أشير إليه. وعرفت هذه الطبعة مشاركة واسعة للحكواتيين الجزائريين حيث تابع الجمهور الوهراني طيلة عشر أيام بشغف كبير حلقات سرد الحكاية الشعبية المستلهمة من التراث الجزائري من تقديم ماحي صديق وفيصل بن لطار وقادة بن سميشة وفارس إيدير الذين يعملون على نفض الغبارعلى هذا التراث والتعريف به و تطويره. وأضفت الحكاية الشعبية الفلسطينية التي حضرت لأول مرة في هذه التظاهرة نكهة خاصة حيث قدم الحكواتيان خالد النعنع وفداء عطايا باقة من الروايات الشعبية تبرز التراث الفلسطيني الذي يحمل أبعادا ثقافية وتاريخية وتراثية وإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يحرص على الحفاظ على هويته أمام محاولات الاحتلال الاسرائيلي لطمسها. واستمتع الجمهور بأجمل حكايات العالم الغربي والقصص المشوقة قام بسردها مجموعة من الحكواتيين من إيطاليا و فرنسا منهم كليمون كوكليو الذي جاء من مرسيليا ليروي على مسامع الحضور أطباق شهية من حكايات مطبخه الخيالي تحمل عنوان "اتركوني أحكي لكم الوصفات" أسالت لعاب الجمهور الذي تفاعل مع أسلوبه الممتع في العرض الذي تخللته فلاشات من النكت الخفيفة ومقاطع من الأشعار الفرنسية.