صدر حديثا عن دار قرطبة للنشر، كتاب جديد عنوانه "الجرائم الفرنسية"، للدكتور محمد رزيق . يقع في 646 صفحة من الحجم الكبير، ويضم شهادات واعترافات أكبر قادة وضباط فرنسا وخبرائها العاملين في الجزائر خلال الفترة من 1830الى 1871. ويسرد الكتاب بحسب كاتبه أخطر مرحلة مرت بها الجزائر في تاريخها الحديث، حيث رمت فرنسا بكل أوراقها الدينية، الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية ، مدعومة بآلتها العسكرية بهدف تحقيق مشروعها السياسي والاستراتيجي في الجزائر . رسائل أرسلها هؤلاء الضباط إلى ذويهم وهم يتفاخرون بما اقترفوه في حق الشعب الجزائري ، واستدل بها الدارسون والمؤرخون الفرنسيون بعد ذلك بلا خجل محاولين إقناعنا – يقول الكاتب – رغما عنا بأن الاستعمار كان خيرا وبركة علينا. مما زاد في إصرار الكاتب على إجراء الدراسة ، ووضع الكتاب ، هو التبجح الفرنسي الرسمي بتمجيد الاستعمار من خلال صدور قانون 158/ 2005 ، الصادر عن الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ ومصادقة رئيس الجمهورية الفرنسي عليه ، والمتعلق بعرفان الأمة الفرنسية للنساء والرجال الذين ساهموا في الأعمال المنجزة من طرف فرنسا في مستعمراتها القديمة ، الجزائر المغرب وتونس وفي الهند الصينية ، وفي كل الأقاليم التي كانت خاضعة لها، ودعوة المدرسة الفرنسية للاعتراف بالدور الايجابي للتواجد الفرنسي فيما وراء البحار ، خاصة بإفريقيا الشمالية ، من خلال برامجها المدرسية ، وإيلائها لتاريخ القوات الفرنسية المنبثقة من هذه الأقاليم ، المكانة البارزة التي يستحقونها . أهدى رزيق كتابه إلى الشهداء الذين واجهوا اعتي قوة مدمرة في ظرف قل فيه الصديق والنصير . الكتاب مقسم إلى أربعة فصول ، تناول الفصل الأول ، المرتكزات الثقافية والدينية للاستعمار عامة والاستعمار الفرنسي خاصة ، الفصل الثاني ، السياسة الفرنسية في الجزائر ما بين 1830 و 1871، الأعمال العسكرية ، الفصل الثالث ، الأعمال الاجتماعية و الاقتصادية وآثارها على المجتمع الجزائري في الفترة المذكورة سابقا .الفصل الرابع والأخير ، فتطرّق إلى تغيير المعادلة الثقافية من 1830الى 1871،وفيها القضاء على ثقافة المنهزم ، الشؤون الدينية والقضاء ، التنصير والتبشير . يضم الكتاب في نهايته ملاحق للصور والمراجع ، و الكتاب جدير بالقراءة لمن يهمه تاريخ الجزائر في الفترة المذكورة، ولمن يسعى إلى التعمق في دراسة تاريخ مرحلة حرجة من مسار الأمة .