رغبة منه في أن يستفيد منها الطلبة والباحثون من داخل وخارج الوطن. جرت عملية التسليم بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وعدد من أصدقاء الكاتب والوزير وعائلته. وقد ثمن ميهوبي عملية الهبة هذه وذكر بخصال الوزير وبالعملية التي تحمل بعدا وطنيا فكريا وثقافيا، ملفتا النظر إلى أن العديد من الكتب تضيع إما تلفا نظرا لعوامل الزمن، أو إهمالا من قبل من يملكونها أو تغييرا من قبل من يتقاسمها من ورثة الكتاب أو المخطوط. ومن جهته ذكر بن أعمر مصطفى أن الكتب المهداة من القائمتين الأولى والثانية تضم العديد من أعمال الأعلام الجزائريين، مثل ابن رشيق المسيلي، وهو من مواليد القرن 4 هجري رحل إلى القيروان ومكث بها ربع قرن وألف كثيرا كتب عنها وعن علمائها ما لم يكتبه غيره من أبنائها، كتب في الشعر واللغة والتاريخ، تاريخ القيروان وشعرائها، وشعراء المهدية أيام المعز لدين الله الفاطمي. كما توجد كتب لمحمد بن يوسف السنوسي، والشيخ الثعالبي، ثلاث مخطوطات من تفسيره وكتبه المسمى "العلوم الفاخرة في أحوال الموتى والآخرة" والذي يحتاج حسب بن أعمر إلى تعليق خاص. كما هناك كتب لأبي راس الناصري، واحمد بن يحي الونشريسي من أعلام القرن 9 هجري. يرى بن أعمر بوجوب الاهتمام في المرحلة المستقبلية إلى القيام بإبراز دور ومكانة وتليف علماء الجزائر قديما وحديثا رغبة منه في تشجيع الطلاب والباحثين الجزائريين والأجانب للتعرف أكثر على ماضينا الثقافي والحضاري والعلمي. وتجب العناية بعدد من العلماء ممن رحلوا إلى الخارج مثل احمد بن غلي البسكري الذي رحل إلى الهند وتوفي بحيدر أباد ولو يجد له مصطفى بن أعمر على اثر، بعكس عالم أخر من بسكرة أيضا لكن يعرف عنه أكثر رغم قدم تاريخه التابع للقرن 5 هجري وهو يوسف بن علي بن جبارة الذي انتهت به الأقدار بنيسابور في خارسان عام 458 هجري وهو صاحب "الكامل في القراءات". نجد من بين الكتب المهداة على سبيل الذكر لا الحصر، كتاب" النجم الأزهر والشرح الأكبر على عقيدة السنوسي، كتاب الإجارة، نظم الديباج، شرح المقدمة الغربية، مخطوط في البلاغة للتفتازاني، شرح السمرقندية على الرسالة العضدية، الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف، كتاب في الميراث، كتاب الأسرار ولواقح الأفكار، رسالة التجليد الكوس الاحمدي، العقد النفيس وأنيس جليس، مختصر الجمان في أخبار الزمان للشاطبي، شرح شواهد العين، خنتاش المسيلي وهو مخطوط في الفقه، غنية الممتلئ مشرفية، التاغودي على العاصمية. وللمهتمين بالكتب التراثية والمخطوطات فالمكتبة تحتوي على الكثير منها وهي مفهرسة وفي متناول الباحثين عموما. للتذكير مصطفى بن عمر من مواليد 1937 بالأغواط، التحق بصوف الثورة المظفرة في الولاية الرابعة في سبتمبر 1956، التحق في سلك وزارة الخارجية وكلف بمهام بها بعد الاستقلال، تقلد مناصب قنصلية عد، عمل سفيرا في مالي، الهند، البرتغال، متحصل على شهادة ليسانس في علم الاجتماع من بروكيل ببلجيكا. عين وزيرا في عدة قطاعات، التجارة الميزانية والتربية ما بين 1982 و 1988، وضع مؤلفات تروي مساره الثوري، منها هم الأبطال، وكتاب"الطريق الشاق الى الحرية، وكتاب بين الدبلوماسية والمهام الوزارية".له منشورات في مختلف الجرائد الوطنية، وحرر مقالات عدة في مواضيع متنوعة.وفوق له اهتمام بالغ بجمع المخطوطات، ودور فعال مشكور عليه في الحفاظ على التراث الوطني، ومشاركة قوية مهودة في إثراء رصيد المكتبة الوطنية الجزائرية في هذا المجال.