وشاح " الكولار " المنتوج الأكثر طلبا في السوق تعد الحرفية جازية خداش واحدة من العارضات اللائي صنعن التميز خلال المعرض الوطني لليد الذهبية في طبعته العاشرة المقام بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، حيث تألقت بمصنوعاتها اليدوية في الحلي التقليدي بأشكالها المختلفة المرصعة بالأحجار الطبيعية والقطع الفضية المطلية بماء الذهب. و للتعرف أكثر على هذا النوع من الحرف الفنية اقتربت الجمهورية من الحرفية الشابة جازية التي تحدثت عن هذه الحرفة و كشفت خباياها و طريقة تركيب كل قطعة منها، حيث قالت إن الأمر كان بمثابة هواية لها منذ الصغر، خاصة و أنها في مراحل دراستها المبكرة اكتشفت بأنها تميل كثيرا لصناعة الأساور و غيرها من حلي الزينة بطريقة يدوية ، و هي الموهبة التي نمت أكثر عند دراستها الجامعية في الهندسة المعمارية ، و في نهاية مشوارها الدراسي قررت الاهتمام أكثر بحرفة صناعة الحلي التقليدي، وبدأت في ما يسمى ب " الحلي الفنتازية" ، لتنتقل بعدها إلى صناعة قطع باستخدام الأحجار الطبيعية و شبه الكريمة كاللؤلؤ و الجوهر العقيق و الكوار و غيرها من الأحجار ، كاشفة أنه من الممكن صناعة عقد مكون من اللؤلؤ و قطعة فضية مصنوعة بشكل دقيق و مطلية بالذهب، كما من الممكن أن يكون بأشكال متنوعة ، بالإضافة إلى الخواتم و الأقراط التي تزين بالأحجار بطريقة جذابة و مميزة بتصاميم معصرنة تحمل طابعا تقليدا أصيلا . كما أكدت جازية أنها تسعى من خلال تصاميمها للقطع التي تأخذ منها مجهودا كبيرا خاصة و أنها مبتكرة بطريقة إبداعية إلى تطبيق أفكار ليست مستوحاة فقط من حلي أو قطع ، وإنما من الطبيعة و بأشكال من السيراميك أو الأرابيسك و غيرها ، محاولة أن تضيف لمسة جمالية على هندام الفتيات بشكل يومي، فالقطعة الواحدة حسبها من الممكن أن تغير من شكل الملابس من عادي إلى أنيق جدا و مميز، و من بين اللمسات الإبداعية و الجمالية التي تضفي الكثير من الأناقة على لباس المرأة ما أسمته ب " الكولار" ، و هو عبارة عن وشاح مزين يدويا بنوع من الأحجار أو القطع تضعه المرأة برقبتها لتضفي على إطلالتها أناقة لافتة. و بالنسبة للمادة الأولية كشفت لنا جازية أنها تقتنيها من الخارج خلال سفرياتها ، خاصة من تركياو فرنسا و إيطاليا ، إذ أنها تركز على جلب الأحجار الأصلية ذات الجودة ، لأن كل قطعة تحمل ختم الضمان الخاص بها ليكون منتوجها ذو جودة رفيعة ، مضيفة أنها كما تسعى إلى تغيير النظرة الخاصة بالحلي التقليدي. وفي ذات السياق طالبت الحرفية جازية المسؤولين في القطاع بضرورة تقديم الدعم الدائم للحرفيين بهدف الرفع من مستوى الحرف التقليدية، و من ثم الترويج للسياحة و إعطاء صورة رائعة عن حرفنا أمام البلدان، أما بالنسبة للحرفيين خاصة منهم الشباب و الجيل الجديد فدعتهم إلى ضرورة الحفاظ على الحرفة و الارتقاء بها إلى مستويات عالية ، باعتبار أن الحرفة ليست صنعة فقط، بل هي عطاء يتجسد في شكل تحف، و كل تحفة وراءها حكاية و معنى عميق يتخطى كل الحدود.