يشتكي عدد من الحرفيين في صناعة الحلي الفضية من غلاء المادة الأولوية ممثلة في مادة الفضة الخام، الأمر الذي ينعكس سلبا على سعر الحلي التي يبدع الحرفيون في تصميمها، على غرار الحرفي صلاح الدين سبع من ولاية المسيلة المختص في صناعة الحلي من المعادن الثمينة، المشارك في فعاليات معرض الصناعات التقليدية المقام بساحة البريد المركزي. حدّثنا عن الإشكال الكبير الذي تعانيه حرفة صناعة الحلي الفضية قائلا: "الحلي الفضية تُعتبر من أكثر الحلي طلبا عند الجنسين الرجال والنساء، غير أن المشاكل التي أضحت تُطرح مؤخرا، جعلت محبي الحلي الفضية يتراجعون بسبب غلائها الذي نبرره نحن كحرفيين، بندرة مادة الفضة الخام، حيث يتم حرماننا كحرفيين من أحقيتنا في اقتناء هذه المادة من الجهة المكلفة ببيع هذه المادة على مستوى ولاية العاصمة أو قسنطينة، وهما الولايتان الوحيدتان اللتان نقتني منهما الفضة، غير أن المعنيين بالأمر يرفضون بيعها ويحصرون العملية في زبائن معيّنين، الأمر الذي يدفعنا إلى اقتنائها من الأسواق الموازية وبأسعار مرتفعة"، مشيرا إلى أنه سبق له أن طرح هذا الإشكال على الوزيرة المكلفة بقطاع الحرف التقليدية، التي وعدت بالتكفل بالمشكل، ولكن من الناحية الواقعية لم يتغير أي شيء. ما يزيد من غلاء الحلي الفضية، حسب الحرفي صلاح الدين، "كونها مصنوعة يدويا ولا يتم الاعتماد مطلقا على الآلة، ما يجعل الزبون غير قادر على اقتنائها، وهو ما يدفعنا إلى تبرير وجهة نظرنا في الموضوع، أضف إلى ذلك أن القطع التي أصنعها شخصيا فريدة من نوعها، وتكون بناء على الطلب؛ حيث أطلب من الزبون الراغب في قطعة معيّنة أن يرسم لي شكلها، ومن ثمة ينتظر بعض الوقت ويحصل على القطعة التي يرغب فيها، وكل هذا الجهد يكون بثمنه طبعا"، مشيرا إلى أن أهم خاصية تتميز بها حليه كونها تقليدية في طابع عصري؛ "فمثلا من بين التقنيات التي أعمل بها يشرح تقنية الفتلة في الحلي، والتي تعطيها شكلا جماليا مختلفا، وهذا الانفراد ينعكس على الثمن. وعلى الرغم من كل الصعوبات في عملية التسويق بسبب عدم وفرة الفضة الخام، غير أننا لا نتوقف عن العمل"، يقول محدثنا، "ونشارك في مختلف المعارض والتكوينات التي تُقترح علينا من الوكالة الوطنية للصناعات التقليدية، وذلك لتطوير حرفنا، وحتى نساهم، بدورنا، في تشجيع السياحة عن طريق الصناعة التقليدية".