هل المسارح تعمل وفق رزنامة موسم ؟ ، أم على طول السنة ؟ ، إن التخطيط الجيد والمؤثر للمؤسسة المسرحية ،ينطلق أساسا من التوقيت أو الزمن الذي يلعب دورا أساسيا وفعالا في استقطاب الجمهور والتوزيع الجيد للمنتوج. وهذا التخطيط يبدأ أساسا في جملة معطيات تتعلق بالتوقيت أو اليوم أو الشهر والموسم . بحيث يبدأ التخطيط من اختيار اليوم الذي يناسب عادة الجمهور ،كالعطل الرسمية ،والشهر الناسب لإطلاق إنتاج جديد. فمسارحنا اليوم تنتج وفق رزنامة فوضوية غير فعالة ،فتجد مؤسسة ما تنتج عرضين أو ثلاثة في فترة 3 أشهر ، وعرضها شرفيا في أيام لا تحمل أي دلالة ، وفي توقيت لا يساعد حتى العاملين في المسرح. فما معنى تقديم عرض شرفي يوم الأربعاء على السادسة ؟، أو يوم الخميس على الساعة الخامسة؟ ، حتما هو توقيت عكسي لاستقطاب المتلقي فالتوقيت عنصر جد فعال ، فمثلا في كرة القدم تجد أن موعد يوم المباراة يحدد وفق رزنامة الجمهور ،قد يقول البعض إن الكرة تستقطب وووووو....صحيح ، لكن برمجت مقابلات في توقيت لا يخدم الجمهور فكانت المدرجات فارغة. فالتركيز على العطل الأسبوعية والأعياد من شأنه إتاحة الفرصة أمام الجمهور. حيث أن إغفال إستراتيجية التخطيط ساهم في النفور ، فجل المسارح تنتج وفق رزنامة غير موحدة ، وهدفها إداري أكثر ،كإنتاج عرض يكون حاضر بالمهرجان لأن الوصاية تكون حاضرة بقوة ، وبالتالي استعمال العرض كتقرير أدبي أكثر منه منتوج فني، جاء ليضيف للساحة المسرحية إبداعات جديدة متجددة. فبالنظر إلى الموسم الذي يعرف أكثر نشاط وديناميكية نجد شهر رمضان الذي يتم التحضير له على مستوى عال من قبل من يريد استقطاب الجمهور، كالمسلسلات والأعمال التلفزيونية الرمضانية، غير أن مسارحنا لا تولي أية أهمية للموضوع ، ولا تكلف نفسها ليس في الإنتاج بل حتى في وضع برمجة للسهرات ، فهناك مسارح أنتجت مسرحيات بمئات الملايين ، وعدد العروض لم يتعد 15 عرضا، بالرغم من مرور سنة تقريبا عن الإنتاج. وهذا العدد هو أقل من عدد المؤسسات المسرحية المقدرة ب 18 مؤسسة، فالتوقيت ينعدم ،فما الجدوى من إنتاج مسرحية في فصل الصيف والجمهور في عطلة ؟ ، إذن على المؤسسة إعادة النظر في إستراتيجية توقيت الإنتاج و عرضه، واختيار موسم مناسب من شأنه إعطاء نتائج مرضية .