تناولت جمعية «صدى الشباب» الثقافية في مسرحيتها « أنت ولا أنا « التي عرضت أول أمس على خشبة المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران الصراع القائم بين قدرة الفكر وسلطة المال، حيث استطاع فريق العمل على رأسهم الكاتب والمخرج الشاب زينو بن حمو أن يبرز فكرة النص عبر توظيف أفكار اجتماعية جريئة، مستوحاة من واقعنا الاجتماعي الراهن، وذلك بمشاركة كل من الممثلين المتألقين عماد نوقا، أمين فواتيح، زينو بن حمو، رمزي لحسن، وسيلة، و تينهينان. وتدور قصة العرض حول مخرج و منتج، يحاولان تقديم مسرحية من خلال توظيف ممثلين ليس لهم علاقة بالتمثيل،ما يخلق صراعات بين الجميع، وسط مجموعة من الإيحاءات المفعمة بالإسقاطات الثقافية والاجتماعية والسياسية، و الدلالات العميقة عن حياتنا الراهنة ومشاكل شبابنا العالقة، كالبطالة و الفساد، وغيرها من الانشغالات التي طالما أرقت المواطن الجزائري وفجرت بداخله براكين الاستياء ، من خلال إدراج بعض الأحداث التي مست مؤخرا البلاد من أمراض معدية كالكوليرا ،و حوادث طبيعية كخسائر الأمطار في الأرواح و غيرها ، ليأخذ في الأخير قرار الانتحار الجماعي كحل أخير للمشاكل التي خنقت الجميع حسب الكاتب . لقد حاول الكاتب و المخرج بن يحي أن يقدم رؤية إخراجية وفنية ،تخدم عرضه المسرحي من خلال توفير الفضاء المناسب لطرح عناصر لعبته الدرامية، لاسيما السينوغرافيا التي لو استغلها أكثر في أبعادها الدلالية، دون أن ننسى الإشادة بقدرات الممثلين الشباب الذين اهتموا كثيرا بتعبيراتهم الحسية و الحركية ، واحترموا قوانين الحركة والفراغ لترجمة أقصى درجات العبث فوق الخشبة، أما فيما يخص الديكور ، فأول ما تقع عليه العين هو استعمال الجرائد الوطنية ، منها عنوان «الجمهورية « الذي كان حاضرا على الخشبة من خلال مصدر للمعلوماتية . و في تصريح خص به المخرج و الكاتب زينو بن حمو الجمهورية، فإن هذا العمل المسرحي الجديد سيجوب كل ولايات الغرب الجزائري ليقدم لعشاق المسرح، مؤكدا أن هذا العمل الجديد و الأول له إخراجيا ، قد اعتمد فيه على لوحات عبثية مستوحاة من المدرسة البرختية مركزا على الموضوع الرئيسي للحبكة الدرامية في المسرحية و المتمثلة في الصراع بين الفكر و المال ، ليجعل العاطفة في الأخير تظهر و تنتصر في المشهد الأخير الذي يحمل رسالة أمل في ظل رغبة الإنسان في الانتحار بسب الحروب و الأزمات التي تحيط به من كل مكان .