صحيح أن للثورة الرقمية ثروة من الإيجابيات و أن الذي يدعي أن بإمكانه الاستغناء عنها في عصرنا هذا أو ينادي بمقاطعتها لا بد من الحجر عليه في مصحة للأمراض العقلية « المعدية « إلا أن تلوينها باللون الأبيض الناصع فقط هو حماقة في أعلى تجلياتها فهي و للأسف الشديد تحمل الكثير من الألوان الأخرى خاصة السوداء و الحمراء ، و من ضمن سلبياتها صناعة الخوف و الرعب و التهويل من خلال نشر إشاعات و أكاذيب أو نشر حقيقة لكن بمسميات و أبعاد أخرى و المثال الصارخ على ذلك هو عمليات اختطاف الأطفال حيث يسعى الكثير من مستعملي الشبكة العنكبوتية و بالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي بقصد أو دون قصد في الخلط بين ما هو اختفاء و جنوح و اختطاف و بالنسبة لهم أي شكوى يتقدم بها والدا قاصر اختفى و لو لساعة هو بمثابة اختطاف لينطلق سباق التهويل المدفوع بالشائعات و الأكاذيب و يشارك فيه للأسف الشديد ما يسمى بالذباب الإلكتروني الذي يسعى جاهدا لخلق الشعور بعدم الاستقرار و الأمان في الوطن باثا سمومه المدمرة لنفسية كل طفل خاصة المتمدرسين حيث أضحى الانتقال يوميا من البيت إلى المدرسة رحلة محفوفة بالأهوال و المخاطر بالإضافة إلى حالة البسيكوز التي أضحى يتخبط فيها المجتمع بأكمله و كأن اختطاف الأطفال في الجزائر يحدث في كل ساعة و آن و الحقيقة أن حالته محدودة جدا و بقية الحالات المنشورة في الانترنيت و المرفقة بصور هي إما اختفاء لقصر اتضح أنهم كانوا ضحايا لتجارب عاطفية فاشلة أو حاولوا بملء إرادتهم الهجرة نحو الضفة الغربية أو جنوح خوفا من عقاب الأولياء من النتائج الدراسية أو لمشاكل تحدث داخل أسوار بيوتهم .