اغتنمنا الفرصة أثناء تجولنا بالمحلات والأسواق للوقوف على واقع الأسعار وردود أفعال الزبائن، وسألنا البعض منهم حول ما يعرفونه عن احتفالية يناير ، فأكد لنا جلهم أن هذا العيد خاص بافتتاح السنة الأمازيغية، و بما أنهم جزائريون سواء كانوا من أصول عربية أو أمازيغية ، فوطنيتهم واحدة ولن يفوتوا الفرصة للاحتفال بهذا اليوم الوطني، خاصة و أن أجواء و طرق الاحتفال تقام بشكل يبث التفاؤل في النفوس، و يعد فأل خير لاستقبال عام سعيد، حيث قالت السيدة فاطمة : « أحتفل ككل سنة بعيد يناير الذي يرمز للخير و الرزق الوفير، وأعرف حسب ما روته لي جدتي أن القبائل الأحرار في قديم الزمان كانوا يحتفلون به كفأل خير لاستقبال موسم زراعي وتجاري وفير الخيرات» . ومن جهته قال السيد رضا : « حسب ثقافتي المكتسبة أعرف أن هذا الاحتفال يقام كل سنة بمناسبة افتتاح السنة الأمازيغية تخليدا لذكرى فلاح الأمازيغ رفقة قائدهم «حنبعل» في كسر الحصار الذي فرضه عليهم الروم الذين فشلوا في هزيمتهم ، لأن القبائل كانوا يأكلون من المحاصيل الزراعية الجافة بعد نقعها في الماء من فول و قمح و حمص و غيرها» ، أما جميلة فقد قالت إنها منذ صباها وجدت عائلتها تستعد للاحتفال بهذا اليوم الذي تعتبره عيد الخير و زرع السعادة ،فتحضر يوم 11 من شهر جانفي للسنة الميلادية طبق « الشرشم» و« الرقاق»، ثم يجتمع أفراد العائلة بعد وجبة العشاء حول قصعة المكسرات وسط التي أجواء احتفالية في أكياس مع الفواكه و الحلويات .