@ هل يمكن اعتبار تفضيل بعض الجزائريين العيش في الفنادق على مساكنهم العائلية ظاهرة اجتماعية ؟ ^ نعم أعتقد أنه يمكننا اعتبار تفضيل بعض أفراد المجتمع الجزائري العيش في الفنادق على مساكنهم العائلية ظاهرة من الظواهر الاجتماعية. @ لماذا؟ ^ لأنه وحسب تعريف عالم الاجتماع ألن بيرو للظاهرة الاجتماعية يقول: «هي كل حادثة من شأنها أن تعبّر عن مظاهر الحياة الاجتماعية» أمّا عالم الاجتماع جيمي أبرب فقد عرّفها بأنّها أي موضوع يتعلق بطبيعة العلاقات أو بطبيعة القيم الاجتماعية في المجتمع، وأمّا إيميليووايلامز فقد عرّفها بأنّها جميع العمليات المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي، وعليه فانه يمكننا اعتبار تفضيل بعض أفراد المجتمع الجزائري العيش في الفنادق على مساكنهم العائلية ظاهرة من الظواهر الاجتماعية. التي تحتاج إلى دراسة، رغم عدم انتشارها بالشكل الذي يلفت الانتباه. @ ما هي الأسباب الحقيقية وراء انزواء هؤلاء نحو الفنادق والمراقد؟ ^ لعل أهم أسباب هذه الظاهرة هو محاولة الحصول على مكان هادئ في جو يسوده التركيز خصوصا أذا كان هذا الفرد من الأساتذة الجامعيين أو من الطلبة المحضرين لشهادات عليا من الماستر أو الدكتوراه. وحتى إن هناك فئات أخرى تحبذ الانزواء والعزلة كلما تقدم بها العمر،، أو وجدت نفسها دون أفراد العائلة،، إما لزواج الأبناء أو هجرتهم،، فهنا نجد أن أغلب الكبار في السن يلجأون إلى البحث عن أماكن أقل مساحة ومنها الفنادق. @ هل العيش في الفنادق يعتبر حياة عادية ؟ ^ لا أعتقد ذلك ، لأن الحياة العادية الطبيعية هي الحياة في العائلة التي تعتبر هيكلا مهما في البناء الاجتماعي للمجتمعات و ركيزة أساسية في تكوين أفراد سويين في مجتمع متوازن. @ كيف يمكن وصف الشخص الذي يرفض العيش وسط العائلة ويختار « الوحدة»؟ هل هو شخص عادي؟ ^ كما سلف و ذكرنا يمكن أن تكون هذه العزلة أو الوحدة مؤقتة ومحددة، يتخلى عنها الفرد فور انتهائه من عمله، لكنها إن كانت إلى أجل غير محدد فإنها قد تكون ظاهرة اجتماعية مرضية تتطلب تدخل علم النفس فيها. @ هل هذه الظاهرة نتيجة منطقية للنزعة الفردية وتعميم النموذج الغربي بالجزائر؟ ^ نعم، يمكنها أن تكون مظهرا من مظاهر التشبه بالنموذج الغربي في العيش والاستقلالية، ويعتبر هذا الطرح من الفرضيات الجد مهمة في تناول هذه الظاهرة الاجتماعية بالدراسة. @ لماذا لم تنجح مؤسسات التنشئة الاجتماعية في حماية الروابط الأسرية والعائلية ؟ ^ ربما لأن الحركة الجمعوية المتخصصة في التنشئة الاجتماعية حديثة النشأة في المجتمع الجزائري، مقارنة بالنشاط الجمعوي الآخر. @ ما السبيل لإعادة الاعتبار لمؤسسة العائلة ؟ ^ إن الأسرة أو العائلة هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، وهي تتكون من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية. وعليه فإعادة الاعتبار للأسس والمقومات المرسخة للعائلة يبدأ من لب الأسرة في حد ذاتها باعتبارها الخلية الأساسية في المجتمع، تعكس ما يتصف به من حركية ومن تماسك أو تفكك؛ ومن قوة أو ضعف ومن تقدم أو تخلف فالأسرة هي التي تمد المجتمع بمختلف الفئات النشيطة فهي تؤثر فيه وتتأثر به فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد. @ كيف يمكن تفسير التناقض الموجود ما بين مواقع تواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية جد صغيرة وما بين القطيعة الحاصلة في العلاقات ما بين ذوي القربة ؟ ^ يعتبر هذا الإشكال من المحاور الأساسية التي نناقشها و طلبتنا على مستوى جامعة وهران2 كلية العلوم الاجتماعية و طلبة علم الاجتماع تحديدا في مقياس مجتمع المعلومات والثورة التكنولوجية التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة انتشار المعلومة ودقتها حول ايجابيات وسلبيات هذه الثورة المعلوماتية و برمجيات الاعلام الالي، فمن ايجابياتها أنها جعلت من العالم قرية صغيرة ان صح التعبير و من سلبياتها أنها قضت على الحوار المباشر بين أفراد العائلة ثم أفراد المجتمع في الحي والثانوية والجامعة وغيرها.